يقيس بعض المتابعين وضع وباء كورونا في لبنان بعدد المصابين والوفيات، الذي لا يزال محدوداً بالقياس لأعداد بلدان أخرى بما فيها بلدان تعادله في عدد السكان فيعتبرون ذلك إشارة إلى أن الحديث عن خطورة الوضع مبالغة.
قراءة مسار تطور كورونا اللبناني خلال شهر مضى تقول ما لا يطمئن ولا يبشر بالخير. فمرتبة لبنان التي حافظت على التحرك خلال الشهور الماضية بين الرقمين 110 و112 غادرت مكانها صعوداً كل يوم درجة حتى تخطت أمس حاجز الـ 100 وسجلت المرتبة 99 أي أن لبنان يسابق صعوداً بين الدول الأشد تفشياً بينما دولتان عربيتان كالأردن وتونس تشابهان لبنان في المرتبتين 136 و138 وبعد مرور شهور على تأقلم الدول مع الفيروس صارت النتائج هي التي تؤشر إلى صحة السياسات، فالمقارنة تبدأ من التحرك ضمن سلم تراتب الدول وتستكمل بالمقارنة مع دول مشابهة في حركتها على السلم وفي الأمرين لبنان ينزلق إلى الأخطر.
بهذا المعيار تقدّمت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا إلى الصف الأمامي خلال شهرين فقط بعدما مكثت في الصفوف الخلفية لشهور مضت.
المكابرة بالدفاع عن نوع الإجراءات الحكومية ومستوى قدرتها على مواجهة المشكلة ذاتها التي يعيشها الآخرون وهي التوازن بين حدود الفتح المطلوب للبلاد اقتصادياً وحدود الإغلاق المطلوب صحياً، لم يعد مقنعاً في ظل التأزم ودخول المناطق الخطرة قياساً بنجاح آخرين بالحفاظ على مواقع معقولة، ورغم صحة كل الحديث عن انفلات الناس وعدم تقيدها بالإجراءات، فالمقارنة تجري مع دول تعاني المشكلة ذاتها، وقد صار الانفلات عالمياً، فكيف ينجح البعض بمحاصرة الوباء واحتوائه وكيف يفشل آخرون، هو السؤال؟
2020-08-03 | عدد القراءات 3332