– كان لافتاً ظهور بعض الأصوات الداعية للرئيس الفرنسي للعودة بلبنان إلى عهد الانتداب تحت شعار الأولوية للخلاص من الوضع القائم والثقة بأن فرنسا ستدير لبنان أفضل من حكامه، ولو كان الثمن التخلي عن الاستقلال الذي كلف دماء غالية، ولو كان ضمن الثمن ما يعرفه الجميع من تمسك فرنسي بأولوية الأمن الإسرائيلي وبكونها كدولة صاحبة مصالح لا تخفي أطماعها الاستعمارية تجاه لبنان.
– بالتوازي، هناك حديث عن زيارة ينوي الرئيس التركي رجب أردوغان القيام بها إلى لبنان، وبمناسبة التحضير للزيارة يقوم مناصرون لتركيا بالتحضير لتنظيم دعوات لضمّ لبنان للوصاية التركية أو للعودة به إلى أيام الخلافة العثمانية وسلطنة الباب العالي، تجاهلاً لما كلفه الاستعمار العثماني من تضحيات وعذابات للبنانيين، وما يمثله اليوم التحرّك التركي من حماية وتغطية تلاقي ما فعلته تركيا وفرنسا معاً في سورية برعاية الجماعات الإرهابية.
– من الطبيعي تفهّم شعور القرف من الفساد السياسي، وتفهّم تقدّم غريزة البقاء على إيقاع هول الكارثة، لكن أن يصل الأمر إلى حد التخلي عن الوطن والروح الوطنية والاستعداد للاصطفاف وراء دعوات استعمارية فأمر يفضح ضعف الروح الوطنية التي تدفع لبذل الدماء والأرواح رخيصة فداء للوطن واستقلاله مهما كان الألم والوجع وتبحث عن حلول للمشكلات الوطنية تحت سقف التمسك بالاستقلال الوطني.
– بالمناسبة دعاة الانتداب والخلافة كانوا يتقنون رفع لافتات السيادة بوجه من وقفوا مع سورية التي كانت ضمن إجماع دولي وعربي ومعاهدات مع الدولة اللبنانية تقوم بمهمة إعادة بناء الدولة والجيش وإنهاء الحرب الأهلية في لبنان ووصفوا أيام الوجود السوري بزمن الوصاية، علماً أن الحقيقة تقول مقارنة بما قبل الوجود السوري وما بعده أو بمقارنة ما قبل الانسحاب السوري وما بعده يترحّم الكثير من اللبنانيين على ما كان يوم كانت سورية في لبنان.
– سيادة بسمن وسيادة بزيت وتابعون أذلاء للمستعمر
2020-08-07 | عدد القراءات 3727