يبدو أن وباء كورونا سيتفشّى أكثر وأكثر، لأن فرص الاستثمار السياسي باعتباره عنواناً إعلامياً وتعبوياً لا يُجدي بمثل ما يجدي الاستثمار في ملفات الفساد والتفجير الذي أصاب لبنان من بوابة المرفأ.
قد يسهل على بعض المستثمرين اعتبار هذا الكلام تهويناً من خطورة الفساد والإهمال وحجم الأذى الذي لحق باللبنانيين ويلحق بهم من وراء هذه الآفات التي تفتك بهم، لكن الحقيقة التي يجب على اللبنانيين بلا استثناء إدراكها هو أن التهاون مع تفشي كورونا سيوصلنا قريباً خلال أسابيع سيصبح معها من المستحيل ومن غير المجدي الحديث عن مكافحة الفساد ومواجهة تداعيات تفجير المرفأ.
خلال أسابيع سيصبح عدد الإصابات يومياً أكثر من ألف إصابة وتصبح الوفيات اليوميّة بالعشرات وتقفل المستشفيات أبوابها امام المصابين وربما يقتل الناس بعضهم بعضاً على أبوابها وقبل نهاية العام سيكون العدد قد ناهز الـ 50 ألف إصابة وعدد الوفيات أكثر من ألف وسنكون في قلب كارثة ولن يبقى لنا فرص للحديث عن نهوض اقتصادي ومعالجات مالية وملاحقات قضائية حيث سيصيب الشلل كل شيء.
اليوم فقط أمامنا فرصة أن نتعاون لوقف زحف هذا الوحش الذي لا يميّز بين الناس لا سياسياً ولا طائفياً كي نبقى ونتقاتل بعدها، لأننا إن لم نفعل سنسقط جميعاً غير مأسوف علينا.
الحكومة والقادة والإعلام والناس مطالبون جميعاً بإدراك حجم الخطر فعلاً لا قولاً فقط.
2020-08-20 | عدد القراءات 3591