ترامب يعلن أمام الكاظمي قرار سحب قواته من العراق وسورية ويترك الموعد غامضاً
بري وباسيل والخليلان: فتح النقاش الحكوميّ ومسار صعب لبلورة التسمية / كورونا والتفلت الأمنيّ ودولار الترميم هموم تصريف الأعمال... والترسيم على الخط
كتب المحرّر السياسيّ
تتواصل المؤشرات لحراك سياسي في المنطقة، مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اتفاقاً مع إيران سيوقع بعد شهر على انتخابه لولاية ثانية، وإعلانه أمام رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أنه عازم على سحب قواته من العراق وسورية في أسرع وقت ممكن، بينما قال الكاظمي إن الانسحاب سيتم خلال ثلاث سنوات، وبقي الكلام الأميركي التصعيدي ضد إيران حاضراً مع المسعى الأميركي لإعادة العقوبات الأممية على إيران بذريعة إخلال إيران بالتزاماتها مع معارضة اوروبية روسية صينية، تشبه المعارضة التي واجهت الطلب الأميركي بتجديد حظر السلاح على إيران، ما يعني وفقاً لمصادر تتابع عن قرب العلاقات الأميركية الإيرانية التي تشكل قلب المشهد الإقليمي، أن الحراك قائم ولكن النتائج لم تتبلور نحو تفاهمات، وأن التفاوض غير المباشر يجري على قواعد ربط نزاع أكثر مما هو سياق تسوية، وعنوان ربط النزاع المفترض وفقاً للمصادر هو تخفيض منوسب التوتر على خطوط التماس، سواء عبر الانسحاب الأميركي من العراق وسورية، أو عبر ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية بطريقة تراعي شروط لبنان، مقابل تعويض كيان الاحتلال بالتطبيع مع الخليج، ونقل الصراع الاقتصادي حول دور المرافئ والمصارف وشركات صناعة التقنيات الحديثة في الكيان على مستوى المنطقة إلى الواجهة.
في هذا السياق تصف المصادر المبادرة الفرنسية نحو لبنان بصفتها الترجمة لنسخة ربط النزاع، التي لن تكون بلورة شروطها سهلة، ولا تحمل حلولاً بل مسكنات للأوجاع، دون علاج الأزمات. وهذا ما يفسر الارتباك في توصيف الحكومة الجديدة في البيانات والمواقف الفرنسيّة والأميركيّة، والتسريبات المتناقضة حول اسم مفضل في باريس وواشنطن لترؤس هذه الحكومة، وليس بعيداً عنها مسار ترسيم الحدود الذي ينتظر زيارة معاون وزير الخارجية الأميركيّة ديفيد شينكر لمعرفة حدود التقدم المحقق لجهة الاقتراب من الرؤيا اللبنانية.
لبنانياً، تتشابك المشكلات وتتفاقم، فتحدّي تفشي وباء كورونا أمام اختبار الإقفال لأسبوعين، وفقاً لقرار حكومة تصريف الأعمال، وهذا التحدي وفقاً لوزير الصحة حمد حسن هو الفرصة الأخيرة للسيطرة على التفشي الذي يهدّد ببلوغ عدد الألف إصابة يومياً والخروج عن السيطرة، في ظل أزمة تعانيها المستشفيات لجهة توفير الدولار اللازم لاستيراد الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، ما دفع بوزير الصحة إلى ربط حاجات المستشفيات الخاصة بتمويل البنك الدولي الذي لا يزال قيد الإنجاز، بينما التفلّت الأمني الذي أدى في إشكال في بلدة لوبية الجنوبية بين مناصري حركة أمل وحزب الله إلى سقوط قتيل، كانت نتيجته في وجه أشد قسوة إصابتين حرجتين إحداهما للرياضي محمد عطوي بسبب إطلاق الرصاص من مناصري القوات اللبنانية، وفقاً للترجيحات الأمنية، في جنازة المسعف جوزف بوصعب في عين الرمانة، وفي هموم تصريف الأعمال برز إلى الواجهة الغموض في كيفية مساهمة الدولة في أعمال الترميم والإعمار رغم اقتراب فصل الشتاء، في ظل عدم اعتماد دولار مدعوم لاستيراد المواد الضروروية في الترميم وخصوصاً الزجاج والألمنيوم.
الأبرز داخلياً في مقاربة الملف الحكومي كان الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري وضم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، إضافة للمعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، ووصفت مصادر تابعت الاجتماع أنه خطوة أولى في مسيرة صعبة نحو بلورة مقاربة موحدة لا بدّ منها للملف الحكومي، حيث تم فتح النقاش الجدي، وطرحت كل الأمور فوق الطاولة، وبقدر ما كان التقارب في النظر للمطلوب من الحكومة الجديدة، كان التباعد في تقييم فرضية إسناد رئاسة الحكومة إلى الرئيس السابق سعد الحريري، الذي يتبناه كخيار رئيس المجلس ولا يمانعه حزب الله، بينما لا يزال التيار الوطني الحر يفضل حكومة اختصاصيين يمثلون الكتل النيابية يترأسهم اختصاصي يسمّيه الحريري، ولاحظت المصادر عدم وضع التيار لفيتو نهائي على الحريري، وترك الباب مفتوحاً لجولات قريبة من التشاور، فيما أشارت المصادر إلى أن مساعي الرئيس بري ستتواصل على جبهة بعبدا بيت الوسط، حيث آثار القطيعة وظروفها، خصوصاً رفض الرئيس الحريري المشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، واللغة القاسية التي تحدث بها عن رئيس الجمهورية، قد تركت بصماتها على مقاربة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر لعودة الحريري.
2020-08-22 | عدد القراءات 2135