– قبل التطبيع الإماراتيّ “الإسرائيليّ” كان من الممكن النظر لدعوات التعاطف مع الإمارات في مواجهة الدور التركي في المنطقة، خصوصاً في ليبيا بصفته مجرد خطأ سياسي لا يأخذ بالاعتبار الدور الإماراتيّ في العدوان على اليمن، وحيث لا ذريعة اسمها الدور التركي.
– التذرّع بالانفتاح الإماراتي على سورية لغفران كل ما تتحمّل الإمارات مسؤوليته في تمويل وإدارة مجموعات إرهابية ارتكبت أبشع الجرائم بحق سورية والسوريين لا يفيد فيه الاختباء وراء موقف الدولة السورية التي تسعى كدولة لكسر الحصار المفروض عليها. ومن المنطقي أن تقابل كل اختراق للحصار بإيجابية، حتى لو كانت على ثقة بأن منطلقاته مصلحيّة لا علاقة لها تنفي ولا تمحو تاريخ الارتكابات.
– بعد التطبيع الإماراتي مع كيان الاحتلال سقط كل مجال للتسامح ودعوات التفهّم والحديث عن عروبة تواجه التتريك والأطماع الامبراطورية للرئيس التركي رجب أردوغان، وصار الموقف الإماراتي طعنة غادرة لا تغتفر بحق الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة لا يمكن تبريرها بالتلطي وراء الأخطاء والارتكابات التي تتحملها القيادات الفلسطينية بحق القضية أو بحق سورية.
– بالمقابل يأتي البعض ليختبئ وراء الارتكاب الإماراتي المشين ليقوم بتسويق الموقف التركي وكأنه موقف نابع من خيار مواجهة مع المشروع الأميركي الإسرائيلي متجاهلاً التطبيع التركي الإسرائيلي السابق للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي وصولاً لحلف عسكري يجمع أنقرة وتل ابيب ومتجاهلاً أن تركيا لا تزال عضواً في حلف الأطلسي ولا يمكن اعتبار تموضعها تحت الضغط في خيار مخادع وملتبس في سورية تحولاً كافياً عن دورها التخريبي الذي لا يغتفر والذي لا تخفيه ولا تمحوه عمليات التنسيق مع روسيا وإيران.
– حكومات الخليج عموماً والإمارات بعد التطبيع خصوصاً، وبالمقابل الحكومة التركية ورئاسة رجب أردوغان مجرد أدوات تتقاسم المهام في مشروع أميركي للهيمنة يحمي الإرهاب ويفتح القنوات لشرعنة كيان الاحتلال، وليس في الخيانة والعمالة والتبعيّة مراتب ولا سيئ وأسوأ وكل محاولة تفاضليّة تضليل.
2020-08-22 | عدد القراءات 3587