يبدو فريق الغالبية مرتبكا في التعامل مع إستحقاق تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ، بينما يبدو الفريق الآخر تحت إمرة الخارج متجها لموقف موحد يقف خلف تسمية السفير نواف سلام .
رهان فريق الغالبية على تسوية في منتصف الطريق عنوانها التفاهم مع الرئيس سعد الحريري على تسميته أو تسميه من يختاره لرئاسة الحكومة إصطدم بعجز الرئيس الحريري عن التحرر من الفيتو السعودي وعدم الإهتمام الأميركي والعجز الفرنسي ومن الممكن أن يصل تحت الضغوط للمشاركة بتسمية نواف سلام
سيكون على فريق الغالبية مناقشة السيناريوهات الإفتراضية المتاحة ، وهي محدودة ، فإما توزع الغالبية وإفساح الطريق لمجيئ سلام تحت شعار اكتفاء بالغالبية النيابية للتحكم بالمسار الحكومي او إمتلاك الفيتو عند الضرورة ، وإعتبار نقل المسؤولية المالية والإقتصادية إلى الطرف الآخر كافيا للتنصل من تبعات الفشل الذي سينتظره مع حكومة تشبه الحكومة السابقة والإكتفاء بوضع الخطوط الحمر السياسية أمام الحكومة الجديدة ، وهذا يعني التسليم بالهزيمة وترك الإنطباع بالضعف وعدم القدرة على حمل مسؤولية خيار إنقاذي .
الخيار الثاني هو تسمية رئيس متفق عليه من الغالبية يبقى مكلفا دون أن يؤلف حكومة ، لإفساح المجال أمام خيار التسوية لاحقا ، ومشكلة هذا الخيار هي الوقت الضائع الذي ينتج عنه أمام معالجات ضرورية وملحة ، بينما البلد يقترب من حافة الهاوية ، بعد حجم خسائر تفجير المرفأ من جهة ، وتحذيرات مصرف لبنان من الإقتراب من الخط الأحمر للقدرة على تقديم الدعم للحاجات الأساسية للبلد .
الخيار الثالث هو تسمية رئيس قد يكون الرئيس حسان دياب نفسه لكن بعد مراجعة مشتركة للتجربة تنتج تفاهما على حكومة أكثر إنتاجية ، وتحمل برنامجا واضحا لمهام إنقاذية يبدو أن التوجه شرقا هو عنوانها ، ومضمونها صرف النظر عن الإنتظار القاتل حتى يقرر المحور الغربي الخليجي مد يد المساعدة ، وهو الخيار الأصح لأنه لا يتوقف على إرادة أخرى في موقع الخصومة ، ورهانها على الإبتزاز لفرض التنازلات المتصلة بالنهاية بموقع المقاومة.