- يعرف الذين يحملون بوجه المقاومة ثنائية العدوة للإستسلام والدفع نحو الإنهيار المالي
، أن مشروع الحكومة التي يدعون إليها القائم على التحقيق الدولي والإنتخابات المبكرة
، يعني وضع المقاومة بين خياري الجوع أو القتل ، وفقا للمعادلة التي صاغها الأمين
العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإنتهى بها إلى معادلة ، لن نجوع وسنقتلك ثلاثا ،
بينما التطبيع الإماراتي "الإسرائيلي" ، وصلته بتفجير مرفأ بيروت لشطبه من الخارطة
لحساب مرفأ حيفا وسلوك الفريق المناهض للمقاومة بعد التفجير رفعا من فرضيات
التفجير المدبر على حساب فرضية تقاطع الفساد والإهمال ، ويأتي التصعيد والتهديد
على الجبهة الجنوبية ، والمقاومة بيدها رصيد الحق المؤجل للرد على الإعتداء الذي
أدى لإستشهاد أحد مقاوميها قرب مطار دمشق الدولي ، ليقول كل ذلك ترقبوا شهرا
ساخنا في أيلول .
- إيران لا ترى مبررا لتسوية تقيمها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ولا تثق
بنتيجتها ، ولا بإلتزامه بأي تفاهمات ، وهي تستعد لمواجهة طويلة إذا أعيد إنتخابه ،
ولا تقبل بديلا عن العودة الأميركية مع هذا الرئيس أو سواه ، إلى الاتفاق النووي
ومناقشة كل شيئ في إطار الاتفاق وليس من خارجه ، ولن تتراجع عن هذا الموقف لو
بلغت الأمور حد الحرب الشاملة ، وهي ترى بإغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي
مهدي المهندس نموذجا عن العروض الأميركية ، والتلاعب بمفهوم الانسحاب من
العراق مثال آخر ، والتطبيع الإماراتي الإسرائيلي لوضع الموساد على مياه الخليج
قبالة إيران نموذج رابع ، وتتكرر النماذج ، لذلك لم تعد إيران مهتمة بتهدئة أنصار الله
ودعوتهم لتحييد الإمارات ، التي يمكن أن تلقى ردودا يمنية على تورطها بالعدوان على
اليمن .
- في المنطقة روسيا تقف في صف المواجهة مع التلاعب الأميركي ، الذي كان يراهن
على الوقيعة بين موسكو وطهران وأجهضت مساعيه ، وما جرى في شرق سورية من
مواجهة مباشرة عسكريا بين الروس والأميركيين علامة على القراءة الروسية للمواقف
الأميركية ، وبالتوازي ما جرى في مجلس الأمن تجاه المشاريع الأميركية ضد إيران
إشارة للنظرة الروسية للسياسات الأميركية ، بقدر ما هو إشارة للقلق الأوروبي من
الرعونة الأميركية ، وفي الحصيلة هناك تصعيد على الجبهتين السورية والعراقية
بوجه الأميركيين ، ستترجمه عمليات مقاومة يعرف الأميركي أنه سيدفع ثمنها ، ولا
يستطيع لا هو ولا حماته في العراق وسورية تفاديها .
- الرهانات الانتخابية الأميركية على جولات العلاقات العامة تحت عنوان السلام التي
يجريها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ، ومحاولته حشد الحلفاء العرب للتطبيع
مع كيان الاحتلال ، ستصبح خبرا عاشرا في الإعلام الأميركي عندما تندلع النيران
على جبهات المقاومة بوجه الكيان ، واليمن مع الإمارات ، وفي سورية والعراق بوجه
الأميركيين ، وعندها سيذهب ترامب إلى إنتخاباته مكشوفا ، بنتائج الخسارة المعلومة ،
وسيكون على خلفه البدء من حيث إنتهى السلف فإما التصعيد أو التسليم بالحقائق بلا
مواربة ، أما السلاح الاقتصادي والمالي ، الذي يهدد لبنان ، فلن يدفع ثمنه في السياسية
مهما إشتد الخناق ، واللبنانيون يعرفون أن هناك بدائل عرضتها المقاومة ، وهي
جاهزة للسير بها في أي حكومة ، بدءا من شراء المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية من
إيران ، وإنتهاء بالتوجه نحو الصين لعقود إستراتيجية تضم مرفأ بيروت وخطوط سكك
الحديد ومحطات وشبكات الكهرباء .
- المنطقة لا تبدو في مرحلة تسويات تتناسب مع المساعي الفرنسية ، ويبدو أن خيار
التصعيد يتقدم ، إلا إذا قرأ الأميركيون والإسرائيليون ، حقيقة أن أوهامهم حول ضعف
محور المقاومة ستدفعهم بسبب الحسابات الخاطئة ، نحو جحيم المواجهة .
2020-08-27 | عدد القراءات 18427