التصعيد جنوبا عشية التجديد لليونيفيل وطلب التعديل يفتح الجبهة على إحتمال الإشتعال
الضغط لتسريع الإستشارات دون توافق يطرح فرضية حكومة مواجهة بخيارات جذرية
شرق سورية إلى الواجهة : الحصار المائي التركي والتصعيد الأميركي بوجه روسيا
كتب المحرر السياسي
في مناخ إقليمي يزداد توترا ، يقترب لبنان من التصعيد ، فكل المعلومات حول العلاقات
الأميركية الإيرانية تقول أن ما كان من فرضيات على الطاولة في ظل المسعى الفرنسي قد
تبخر مع التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الذي تعتبره إيران عدوانا على أنها القومي سيسقط كل
التدخلات لدى اليمنيين لتحييد الإمارات ، وبالمثل ما كان من فرص لتسوية أميركية روسية
تقضي بتسليم الأميركيين للروس الأمن شرق سورية ، إنتهى إلى مواجهات روسية أميركية
إعترف البنتاغون بأنها اسفرت عن جرحى في الجيش الأميركي ،بينما حصار التعطيش
التركي للسوريين في الحسكة ، يلاقي تصعيد الجماعات افرهابية المدعومة منهم في منطقة
إدلب ، وبالتوازي إنتهت فرص التسوية الداخلية اللبنانية التي لاحت في الأفق مع زيارة
الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون لبيروت بعد تفجير المرفأ ، إلى فيتو أميركي على الامشروع
الفرنسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية إنتهت بإعلان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري
كمرشح رئيسي لرئاسة هذه الحكومة عن عزوفه عن الترشيح ، في ظل ضغوط أميركية
سعودية لتسمية السفير السابق نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة تحت عنوانين رئيسيين ،
التحقيق الدولي والإنتخابات المبكرة .
تداخل الوضعين الإقليمي والداخلي عند العقدة الفرنسية ، التي تبدو أضعف من أن تنهض
مجددا بما تبقى من وقت قبل زيارة ثانية للرئيس ماكرون لبيروت ، يلاقيه تداخل مواز عند
التصعيد على الجبهة الجنوبية الذي بلغ ذروته أمس ، ووصفه الأمين العام لحزب الله السيد
حسن نصرالله بالحساس والخطير ، حيث يرتكز التصعيد على مناخ التوتر المرتبط بتوقعات
رد المقاومة على الغارة التي إستهدفت منطقة مطار دمشق قبل شهر وإستشهد خلالها أحد
المقاومين ، لكنه بدا مرتبطا بصورة عضوية بموعد تجديد مهمة اليونيفيل في ظل دعوات
أميركية وإسرائيلية لتعديل المهمة بما يتيتح لها مداهمة المنازل والمزارع ، بناء على أي
معلومات وشكوك إسرائيلية ، ما يعني عودة لمضمون مهمة القوات المتعددة الجنسيات ، وفق
الفصل السابع التي تم طرحها خلال حرب تموز كهدف فشلت الحرب في فرضه .
مصادر متابعة لملفي التصعيد على الحدود والإتصالات الخاصة بتسمية رئيس يكلف تشكيل
الحكومة الجديدة ، قالت أن لبنان يدخل خلال الأيام المقبلة مراحل حرجة ودقيقة ، حيث
الضغط يتزايد لتعيين موعد الإستشارات النيابية سريعا دون منح التوافق على تسمية رئيس
حكومة ، يعني نية التصعيد ، بإحراج رئيس الجمهورية وإبتزازه بإتهامات بخرق الدستور ،
علما أن لا مهلة دستورية على رئيس الجمهورية في الدعوة للإستشارات النيابية ، وهو ما
تعتبره المصادر المتابعة دفعا للغالبية النيابية نحو خيار المواجهة بدلا من التوافق ، وإذا كان
رهان الذين يسعون لهذه المواجهة دفع الغالبية نحو حكومة تشبه حكومة الرئيس حسان دياب ،
أو حكومة جديدة برئاسته ، فيجب وضع إحتمال أن لا تتردد الغالبية بشرب كأس المواجهة
كاملا ، ولا تكتفي برئيس حكومة يكلف ولا يؤلف ، بجانب حكومة تصريف أعمال ، في ظل
أوضاع أمنية ومالية تنذر بالأسوأ ، فإذا تثبتت الغالبية من سقوط المبادرة الفرنسية بسبب ضيق
ذات اليد ، فإن المواجهة ستعني حكومة خيارات جذرية من إتسيراد المشتقات النفطية من
إيران بالليرة اللبنانية إلى تفاهمات غستراتيجية مع الصين تطال كل شيئ ، من المرفأ إلى
سكك الحديد ، والكهرباء ، وسواها ، كما هو حا لالتوجه نحو سورية والعراق للتبادل
الإستهلاكي العيني دون المرور بالدولار الأميركي ، وقالت المصادر أن الرجح هو أن تكون
الأيام الممتدة حتى منتصف شهر أيلول ساخنة ومليئة بالمفاجآت ، السياسية ، وربما الأمنية ،
إذا تصاعد الوضع جنوبا ، وربما نكون عشية جولة أقل من حرب وأكبر من إشتباك .
2020-08-27 | عدد القراءات 16375