ستبقى سورية المفتاح كتب ناصر قنديل

- وضعت الدول الخليجية نفسها خارج بلاد المشرق ، سواء بنتيجة تورطها في الحرب
على سورية وفشلها في العراق ، أو بنتيجة إنخراطها حتى الإستنزاف في الحرب على
اليمن ، وخصوصا مع سلوكها طريق التطبيع الرسمي أو شبه الرسمي مع كيان
الإحتلال ، فصارت القوى المتنافسة على أدوار في المشرق الذي سيرسم مستقبل
المنطقة ، تتوزع بين إيران وروسيا ومقابلهما فرنسا وتركيا .
- تقف إيران وروسيا على أرض صلبة وتحالفات ثابتة ، خصوصا في سورية ، وتقف
المقاومة شريكهما في سورية ، بنسختها اللبنانية كلاعب فاعل في لبنان ، ويشكل
الرباعي الروسي الإيراني السوري ومعهم المقاومة كقوة حاسمة في صناعة السياسة
في المشرق .
- على الضفة المقابلة تموضعت واشنطن التي قادت الحرب على سورية وجمعت وراءها
تركيا وفرنسا والخليج ، وراء إلتزام حصري بالمصالح الإسرائيلية ، وأخذت الخليج
معها ، فبقيت فرنسا وتركيا تتجاذبان الأدوار على من يملء الفراغ الذي لا يجدي معه
العناد الأميركي المحكوم بسقوف إسرائيلية .
- التنافس التركي الفرنسي صار عنوان السياسة الراهن شرق المتوسط ، والتوازن بين
الخضمين الوافدين من كنف الحلف الأميركي الذي تفكك ، بعد فشل الحرب على
سورية ، سيتقرر لصالح من ينجح في كسب ود الرباعي الروسي الإيراني السوري
ومعه المقاومة ، ومهر هذا الود يبدأ وينتهي في سورية ، فمن يجرؤ على التمرد أكثر
على التعليمات الأميركية سيكسب السباق .
- سورية هي المفتاح ، والجواب التركي المنتظر هو قرار بالإنسحاب ، والجواب
الفرنسي المنتظر هو قرار برعاية عودة النازحين وإعادة الإعمار ، وإلا فسيتقاتلا
كثيرا حتى الإستنزاف .

2020-09-10 | عدد القراءات 15257