ليس في البحرين مجرد ديكور تم إنتجاه في الطلب للتشويش على قرار التطبيع الذي قرر النظام الملكي الحاكم بمشيئة أميركية سعودية اللحاق بركبه بعدما دشنته الإمارات ، ففي البحرين ثورة حقيقية متجذرة واصيلة عمرها عقود من المعارضة السياسية النشطة المتعددة المنابع الفكرية والسياسية .
النخب البحرينية عريقة في تمسكها بالقضايا القومية والوطنية كعراقة دفاعها عن الديمقراطية ، وثورتها كما حركتها السياسية تجذ في التاريخ جذورا تمتد إلى خمسينيات القرن الماضي ، توجت خلال الدعوان الثلاثي على مصر عام 56 بإضراب عمال مرفأ المنامة وإمتناعهم عن ملء الوقود للسفن البريطانية والفرنسية ، والإنتفاضات المتلاحقة طلبا للديمقراطية وتعزيز دور البرلمان كمصدر لإنبثاق الحكومات تلاقي في الستينيات مشاكرة شعب البحرين في دعم ثورة ظفار بوجه الاحتلال البريطاني ، وتشكل جبهات راديكالية للكفاح المسلح .
التطبيع الذي يسلكه حكام الخليج والذي يتم برعاية سعودية أميركية يعيد الخليج إلى مناخات الستينيات خلافا لما يعتقده الكثيرون من خمود وخنوع ، فإنضمام عمان لمسيرة التطبيع سيفجر إستقرار السلطنة ، والثورة الشعبية الأشد صدقا بين ثورات الربيع العربي ، والتي تضم كل مكونات الشعب في البحرين قد لاتبقى سلمية لزمن مفتوح في ضوء خيارات بحجم التطبيع والخيانة والتآمر على القضية الفلسطينية .
على حكام الخليج المهرولون نحو تنفيذ الأوامر الأميركية السعودية تذكر أنهم لن ينعموا طويلا بالسلام مع جارتهم القوية إيران وقد جلبوا لها الإسرائيليين إلى الجيرة ، وأن البلد الأكبر عددا في السكان والذي تتحدر منه كل قبائل الخليج وسكانه الأصليون إسمه اليمن ، وهو بلد يملك شعبا همته لاتلين وقدرته لايستهان بها ، وصواريخه ومسيراته تطال كل مساحات الخليج ومدن الزجاج فيه .