صباح زياد أبو عين وفلسطين

سأل الصباح الوردة لماذا تحني رأسها أهو حمل ا لعطر ثقيل أم تواضع العظيم دليل فقالت أسمع ضجيج جذوري فأحس ان شيئا قد جرى تحت التراب ولا أحب القال والقيل

سأل الصباح النهر عن خريره هل هي موسيقى السير الجميل أم نوع من تسلية الذات في المشوار الطويل فقال إنه الشوق لصدر الأرض تضمني فكان الخرير كلامي الذي لا ينتظر كلما أحسست عكس المعاني من غرابة البشر يوم قالوا للهواء المعطر أنه هواء عليل

سأل الصباح العتمة والضوء عن سر إنتقال الناس بينهما وهم يحملون الجراحات يكشفونها أو يخبئونها فقالت العتمة إن الأطفال عندما يتعثرون ويدمون القدمين وهم يعبثون يخفون الركبتين ويلبسون الطويل ويتحججون بالبرد في عز الصيف وقال الضوء أن الجنود عندما يصابون بالجراح في الحرب يكشفونها ويتباهون بتخييطها بلا مخدر فقال الصباح دعوا الجرحى يداوون جراحاتهم فثمة جراحات لا تشفى في الهواء الطلق ويداويها النسيان كجراح الوطن من خيبته لنكران بعض بنيه

ذهب الصباح للنار يسالها عن التراب والهواء والناس الذين من طين صنعوا فقالت النار عندما يحبني التراب يسميني شمسه المشرقه وعندما يعشقني الهواء أصير النور الذي لا ينطفئ أما الناس فيقولون أنني الدفء الذين يشتاقونه في الصدور الحنونة يلجأون للبكاء فوق نبضها ، فقال وعندما يرحلون ، قالت النار يبحثون عن وحدة البرد و عزلة العتمة لأن لديهم ما يخشون فيه الظنون فقال وهل عندك مثال فقالت حال العرب مع فلسطين وهل هناك أوضخ من قول المقال ... لا بحث ولا شوق لدفء ولا من يحزنون بل تعب و عتب و تحتفي العيون من العيون

لملم الصباح دفء الصدور المشرعة وجراحات الجنود والمقاومين في الضوء وعطر الورد وخرير النهر وصنع شالا منها لفه على عنق زياد أبو عين وقال عين الصباح تدمع لفلسطين

2014-12-11 | عدد القراءات 2163