توقف المساعي وانسداد المسارات على الجبهة الحكوميّة.. واتصالات ماكرون تخرق الجمود
البحث عن نسخة ثانية من المبادرة الفرنسيّة إذا اعتذر أديب... تنتهي بتسمية الحريري/ مؤتمر حوار باريسيّ... وجنبلاط يحذّر من التطبيع الخليجيّ... وجعجع لحكومة القرود السود
كتب المحرّر السياسيّ
الجمود الكامل كاد يكون عنوان الأمس لولا الاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والجمود ترجمه تمترس المواقف عندما بات أقرب إلى ثوابت يطلقها كل من فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله لجهة التمسك بمطلبه تسمية وزراء الطائفة الشيعية ومن بينها التمسك بوزارة المال، وفريق رؤساء الحكومات السابقين المتمسك بعد تسميته للرئيس المكلف كترجمة لميثاقية أفقدها لحكومة الرئيس حسان دياب، بحصرية توليه تسمية رئيس يكلف بتشكيل الحكومة، وبربط الانفتاح الخارجي عليها بهذا الشرط، وبالتوازي تمسكه بدوره المرجعي للحكومة وتأليفها، ورفض أي شراكة له في ذلك، وخصوصاً أي دور لرئيس الجمهورية، أو اي شروط يصفها الثنائي بالميثاقية لجهة شروطه للشراكة، وبدت اتصالات الرئيس ماكرون لزحزحة الطرفين عن “ثوابتهما” عاجزة عن إحداث اختراق، بعدما كان الرئيس الفرنسي قد أكد حياده وحياد مبادرته عن قضية الخلاف المستجدة المسماة بالمداورة، أو بميثاقية التمثيل الشيعي في وزارة المال وحق التوقيع الثالث، مبدياً عدم ممانعة بمراعاة هذا الاعتبار إذا لاقى قبولاً من الآخرين، بمثل عدم ممانعته بالمداورة إذا لاقت القبول، مانحاً الأولوية للحاجة لسرعة تجاوز العقدة والتوصل لولادة سريعة للحكومة الجديدة، وقد لاقاه النائب السابق وليد جنبلاط بتغريدة حذّر فيها من ضياع الفرصة ناعياً لبنان الكبير، في ظل الاستهداف الذي يتعرّض له لبنان من تطلعات “إسرائيلية” عنوانها حلول مرافئ كيان الاحتلال مكان مرفأ بيروت المدمّر في ظل التطبيع الخليجي الإسرائيلي، وحلول أنابيب نفط تنقل نفط وغاز الخليج إلى المتوسط نحو أشدود وعسقلان، بدلاً من أنابيب نفط العراق والسعودية التي كانت تصبّ على الساحل اللبناني قبل نصف قرن.
بالتوازي مع التداول بقبول الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري مطلب الثنائي وتراجعه اللاحق عنه بسبب تعنت شركائه في نادي رؤساء الحكومات، أو ما بات يُعرف بالحزب الحاكم الجديد، وضعت فكرة ربط القبول بعدم التسليم به كعرف دائم، واعتبارها تسهيلاً لمرة واحدة، وترحيل الخلاف حول العرف الميثاقي وفقاً لطرح الثنائي، إلى مؤتمر الحوار الوطني المتفق على عقده بعد شهور تحت عنوان تضمنته المبادرة الفرنسية نحو عقد سياسي جديد، وبحث كل القضايا العالقة بما فيها الاستراتيجية الدفاعيّة.
2020-09-19 | عدد القراءات 3515