الدولة المدنية كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل

  • يطرح السجال السياسي المندفع بلغة طائفية عالية النبرة بما يتعدى أصوات القوى التي تمثل الطوائف ومرجعياتها الدينية والطائفية ،  بالتوازي مع تنافس وسباق على تبني الذهاب إلى الدولة المدنية في آن واحد ، حقيقة واضحة تقول بأن النظام الطائفي يحتضر ويعترف بإفلاسه ويعجز عن تقديم حلول للمشاكل ، لكنها تقول بالمقابل أن الدعوة للدولة المدنية التي لا تعبر عن ذاتها في الخطاب المترفع عن العصبيات والحسابات الطائفية ، لا تبشر بخير قريب في فرص بلوغها .
  • في متابعة وسائل التواصل الإجتماعي نكتشف بسهولة نجاح خطاب العصبيات الطائفية بتظهير قدرتها على إستدراج نماذج مثقفة يفترض أنها غير طائفية ، فصار خطابها وتموضعها تحت عناوين مدنية ينضح بالعصبية الطائفية .
  • نظام طائفي عاجز عن الحياة وعاجز عن تقديم الحلول ، بما يعني الفشل السياسي الكامل ، وبالتوازي مشروع مدني للمجتمع لا يملك مزاج شعبي حقيقي عابر للطوائف بمفردات واضحة ولغة موحدة ، ولا يملك الكثير من النخب المترفعة عن العصبيات بصدق والمتحررة من تاثيرها ، بحيث تبدو الطائفية وهي تحتضر كمشروع سياسي متجذرة في اللاوعي الثقافي العابر للطوائف .
  • يبدو لبنان في مأزق صعب بين ماض لا يعترف بعدم قدرته على الحياة ومستقبل لايملك القدرة على الولادة ، ويبدو تخفيض التوتر الطائفي وتخفيض منسوب الخطاب المنطلق من العصبيات معيار الصدق في الخطاب المنتمي جديا لمشروع الدولة المدنية ، كما يبدو المعيار لصدقية الإنتماء الوطني هو التمييز بين اللعبة الطائفية وأمراضها والموقف من المقاومة والسعي لتأمين حمايتها وحصانتها ، والقدرة على معرفة الهجوم الذي يستهدفها ولو لبس ثوب إستنهاض عصبيات طائفية .
  • المدنيون الحقيقيون واللاطائفيون الفعليون والعلمانيون الصادقون ، هم الذين يقولون أنهم سيحمون المقاومة من كل إستهداف مهما كانت عناوينه ويعرفون أهدافه الحقيقية ، وهم الذي يرفضون كل تصعيد في التوتر الطائفي ، حتى لو جاءت من أطراف محسوبة على خيار المقاومة أو تحالفاتها ، ويتمسكون بالدعوة لصيغة حكم خارج القيد الطائفي بعيدا عن الإنتقائية أو الإستثمار الإعلامي والسياسي .

2020-09-21 | عدد القراءات 3322