موافقة أميركية إسرائيلية على إطار للترسيم بشروط لبنان : لا تفاوض مباشر ورعاية أممية بري يعلن فوزه بماراتون 10 سنوات من الضغوط الأميركية ...ويسلم الأمانة لعون هل سلم الأميركي بالتوازنات التي دفع لبنان

موافقة أميركية إسرائيلية على إطار للترسيم بشروط لبنان : لا تفاوض مباشر ورعاية أممية
بري يعلن فوزه بماراتون 10 سنوات من الضغوط الأميركية ...ويسلم الأمانة لعون
هل سلم الأميركي بالتوازنات التي دفع لبنان نحو الإنهيار لتغييرها بعد فشل العقوبات ؟
كتب المحرر السياسي

بالمعنى القانوني والسياسي المفاوضات توشك أن تبدأ وهي بالتالي لم تنته حكما ، ولا توشك
أن تنتهي ، رغم أن تجاذبات أكثر من عشر سنوات رسمت حدود الممكن والممنوع
والمستحيل فيها بما يكفي لتحديد هوامش التفاوض ، وبالتوصيف القانوني والسياسي التفاوض
الذي سيجري ليس مشروع معاهدة ، كما توحي صلاحية رئيس الجمهورية بالتفاوض على
المعاهدات الخارجية ، وإلا دخل لبنان محظور التوقيع على معاهدة سياسية ، وهو يفعل كل
الممكن لتفادي هذه الكأس المرة ، فهي يجب أن تبقى مفاوضات عسكرية تقنية يشرف عليها
رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة ، وتتم تحت سقف رعاية الأمم المتحدة ضمن
لجان رافقت مراحل شبيهة مع تفاهم نيسان عام 1996 ، والتثبت من الإنسحاب الإسرائيلي
عام 2000 ، وهدفها محصور بتصديق خرائط ومحاضر تشكل إمتدادا تقنيا ، لتثبيت خط
الحدود الدولية للبنان المرسم لدى الأمم المتحدة ، والمطلوب تثبيت الإعتراف بعلاماته الميدانية
والإنطلاق منها لتثبيت خرائط ومحاضر للحدود البحرية تضم في وثائق الأمم المتحدة لخرائط
ومحاضر الحدود البرية .
لبنان لا يفاوض سياسيا ، ولا مشروعمعاهدة لبنانية إسرائيلية على الطاولة ، بل أكثر من ذلك
، لبنان لم ولن يقبل بمفاوضات مباشرة ، وقد إنتزع شروطه المعاكسة للشروط الأميركية
الإسرائيلية ، من الفريقين الأميركي والإسرائيلي ، بمفاوضات غير مباشرة ، تحت الرعاية
الأممية ، بدلا من التفاوض المباشر تحت الرعاية الأميركية ، رغم كل الضغوط المالية
المسخرة لفرض التنازلات عليه ، ورغم تهديده بخطر الإنهيار والعزل والحصار وإشهار
سيف العقوبات فوق رأسه وتطبيق البعض الصعب من هذه العقوبات ، والفوز اللبناني الذي
يكتب تحقيقه لرئيس مجلس النواب نبيه بري ، ينتظر إستكماله بالفوز النهائي بعدما أعلن بري
نهاية المهمة التي بدأت قبل عشر سنوات ، بإعلان إتفاق الإطار الذي سيحكم التفاوض ،
بمستوى ضباط الجيش ، لا وزارة الخارجية ، وبصورة غير مباشرة وبرعاية الأمم المتحدة ،
حيث يجلس المفاوضون كل في غرفة سيتنقل بينها الراعي الأميي والوسيط الأميركي ، ولا
يتم توقيع محاضرها من الارعي والوسيط إلا بعد توقيع طرفي النزاع .

رئيس مجلس النواب سلم الأمانة لرئيس الجمهورية ، الذي أعلن ترحيبه بالإتفاق الإطار ،
لتختتم مرحلة هامة في طريق تثبيت حدود لبنان الإقتصادية في البحر ، بينما أعلن بري أن
التنقيب من طرف شركة توتال الفرنسية في المربع رقم تسعة الحدودي سيبدأ قبل نهاية العام
بوعد من الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون .
الأميركيون الذين رحبوا بالإتفاق الذي مانعوا شروطه سنوات ، وحجزوه رهينة في جيوبهم
شهورا ، سيكشفون مع زيارة نائب وزير خارجيتهم ديفيد شينكر إلى بيروت خلال أيام عن
درجة إقتناعهم بأنهم وصلوا إلى طريق مشدود رغم الضغوط والتهديد بالإنهيار ، والتلاعب
بالتوازنات الطائفية التي شهدتها مفاوضات تشكيل الحكومة مؤخرا ، وإستخدام العقوبات التي
شملت وزيرين سابقين في رسالة ضغط شديدة على الرئيس بري لدفعه لقبول تعديل الإتفاق ،
كما ستكشف الأيام المقبلة ما إذا كان هذا الموقف الأميركي الإسرائيلي عشية الإنتخابات
الرئاسية الأميركية ، يشكل أكثر من حملة إحتفالية إعلامية في المسار الإنتخابي ، ويمكن أن
يؤشر لتوجه جديد يفتح الباب للإفراج عن لبنان وإقتصاده وحكومته ، بعدما تحول كل شيئ
بقوة الضغط والتدخل الأميركيين إلى رهائن للتفاوض على إتفاق الإطار الخاص بترسيم
الحدود ، وقد أنجز الإتفاق ، أم أن التفاوض على الترسيم الذي سيبدأ لن يقل صعوبة عن
التفاوض حول الإطار ، وسيشهد مواصلة للضغوط والعقوبات عند كل منعطف تفاوضي ؟

2020-10-02 | عدد القراءات 3315