- قد لا تذكر أجيال عربية كثيرة معاصرة تلك اللحظة التي بدأت تتدفق فيها الأخبار عن
قيام الجيشين السوري والمصري بإجتيارز الخطوط والتحصينات الفاصلة عن المناطق
الخاضعة للإحتلال وتهاوي هذه التحصينات أمام الجيشين السوري والمصري وصوت
الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على أثير الإذاعة السورية يخاطب الضباط
والجنود حول المهام العظيمة التي تنتظرهم ، وكيف وقع كل ذلك على قلوب وأفئدة
مكسورة الخاطر بعد هزيمة عام 67 المدوية التي خسرت خلالها الجيوش العربية
القدس والضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان .
- منذ تلك اللحظة إسترد المواطن الذي كسرت الهزيمة ظهره ثقته بجيوشه وقدرتها على
خوض حرب ، وعاد له الإيمان بأن هزيمة كيان الإحتلال وجيشه الذي قيل أنه لا يقهر
هي أمر ممكن ، وعاد للإرادة التي طعنت في صميم وجودها وهج الحضور بين
إرادات الأمم والدول والشعوب ، لتبدأ بالمقابل على مستوى كيان الإحتلال مرحلة
جديدة معاكسة فقرار الحرب في المنطقة ليس قرارا إسرائيليا فقط ، والقدرة على شن
الحرب وتحقيق التفوق ليس حكرا على الكيان ، وسقطت الكثير من الأوهام والأحلام
التي قالت حرب العام 67 أنها حسمت إلى الأبد .
- في تلك الحرب دخل النفط شريكا في حماية القرار السياسي بإتسعادة الأراضي العربية
المحتلة وظهرت أهمية النفط كسلاح إستراتيجي ، وكم هو محزن ومصر للخزي أن
تكون الدول النفطية العربية تنتقل من موقع توظيف ثقلها المالي والنفطي للدفاع عن
حقوق الشعب الفلسطيني ، إلى موقع قيادة مسار معاكس لطعن هذه الحقوق وتضييعها
ومنح كيان الإحتلال آخر ما تملكه دول النفط الخليجية ، وهو الإعتراف بالكيان
والتطبيع معه ، ومنحه مكانة في الإقتصاد النفطي الخليجي وفي التجارة من وإلى
الخليج .
- في ذكرى هذه الحرب وما مثلته من نقطة تحول أسست عليها حركات المقاومة ومنها
المقاومة في لبنان كثيرا من الثقة بالقدرة على إلحاق الهزيمة بجيش الإحتلال ، لا يمكن
نسيان الدور الترايخي الكبير الذي لبه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في قرار
الحرب وقيادتها رغم الدور الذي لعبه التهافت السياسي في الجبهة المصرية وجبهة
الخليج ما اضاع الكثير من الإنتصارات والفرص التي بشرت بها الحرب في أيامها
الأولى .
2020-10-07 | عدد القراءات 16165