اعلنت قطر انسحاب موفدها من الوساطة في قضية العسكريين المخطوفين و ذلك بعد اعدام العسكري اللبناني علي البزال معتبرة ان اللجوء الى القتل يقطع الطريق على الوصول لنتيجة في ما يخص الوساطة .
بديهي انه اذا كانت قطر قد تدخلت من اجل ايجاد حل لهذه القضية الانسانية فانها و من دون شك قد تدخلت لتكون الى جانب العسكريين اللبنانيينو اهلهم لانه من غير الممكن بالمنطق و بعيدا عن السياسة و تحليلاتها و التزاماتها ان تكون قطر تسعى الى حل القضية من اجل حسابات تصب في مصلحة الارهابيين بين جبهة نصرة او داعش لان هذا يعود عليها بالف سؤال و جواب و تهمة .
تنسحب قطر من الوساطة و تترك ورائها اسئلة من نوع اخر اولها , لماذا تنسحب في وقت حرج و دقيق .
تعرف قطر جيدا انها كانت الامل بالنسبة للبنانيين الذين بنوا عليه حل هذه القضية تماما كما كان لها ادوارا في تحرير اسرى او مخطوفين اخرين في سوريا منذ بداية الازمة السورية لياتي انسحابها رضى مبدئي منها بالخروج من الازمة كطرف معلنة انها وصلت الى طريق مسدود.
هذا الانسحاب لا يمكن او يوضع سوى في خانة واحدة و هو الضغط على الحكومة اللبنانية للخضوع اكثر الى مطالب المسلحين لانه من غير الممكن و تحت اي سبب كان ان تنسحب جهة رسميا من ملف انساني يعرف كل من يتابعه ان اي انسحاب من الوساطات يصب في مصلحة الارهابيين و ليس العكس فهم بذلك يساهمون باطالة عمر الازمة و عدم خروج العسكريين اللبنانين باسرع وقت و بالتالي فان اول تداعيات هذا الانسحاب هو اطالة عمر الازمة مجددا الى ان تترتب وساطة جديدة من غير المعروف توقيتها و شخصياتها .
بانسحاب قطر رسميا من الوساطة اعلان صريح من الدوحة انها تضغط مع الارهابيين ايضا على الحكومة اللبنانية باتجاه تخفيف القيود المفروضة على الارهابيين و خصوصا بعد الانجازات الكبيرة للجيش اللبناني في دهم و اعتقال قادة بارزين بينهم.
ليست قطر وحدها من لها تجارب مع اطلاق او التفاوض من اجل اطلاق اسرى انما لتركيا الدور الاكبر و بين قطر و تركيا انسجام لا محدود بهذا الاطار و بالتالي فان فصل الموقف التركي عن الموقف القطري في هذا الملف هو اخذ القضية الى غير موقعها الصحيح.
موقف تركيا المشبوه تجاه الدخول بالتحالف الدولي لضرب داعش او النصرة في سوريا و العراق التي تنجح في بعض المراتب بابتزاز الغرب فيه و تخفق في مرات اخرى ينسحب على باقي الملفات في المنطقة و قضية المخطوفين اللبنانين لا يمكن فصلها عن سعيها الى عدم اضعاف ورقتهم في اكثر من دولة يتواجدون فيها اهمها العراق و سوريا و الحدود اللبنانية .
بانسحاب القطريين من الوساطة رسالة واضحة الى الحكومة اللبنانية تفيد ان الوقت لم يحن بعد الى انهاء الملف ككل و انه مرتبط بشكل مباشر بصلب الاحداث الميدانية و الوضع العسكري الحرج الذين يعانون منه المسلحين في جرود لبنان و رسالة واضحة ان هناك من لا يريد اضعاف ورقتهم في لبنان حاليا.
لا تخجل كل من تركيا و قطر المجاهرة بالعرقلة او الوقوع تحت اصابع الاتهام و لكن السؤال متى ستتجرأ الحكومة اللبنانية على ارسال موفد رسمي الى هاتين الدولتين للنقاش على المستويات بالامر و الا فان اي تدهور دراماتيكي ستتحمله حكومة سلام امام اهالي العسكريين اولا و اللبنانيين ثانيا .
تركيا و قطر تتقنان الضغط على الحكومة اللبنانية و بدلا من ان يعتصم اهالي المخطوفين في مقر السفارتين التركية و القطرية حتى عودة ابنائهم المخطوفين نجحت جبهة النصرة الى تحويلهم الى قنبلة موقوتة في شوراع لبنان بقوة سكاكين الذبح و رصاص .
2014-12-12 | عدد القراءات 1973