بين بايدن وترامب كتب ناصر قنديل

- في كل مرة يكون فيها إستحقاق إنتخابي أميركي خوصصا على املتسوى الرئاسي
تسود في منطقتنا مناخات الترقب التي تعصل حد الإعتقاد بأن تحولات مصيرية
ستلحق بقضايانا على إيقاع النتائج التي ستنتهي إليها الإنتخابات .
- خلال نصف قرن مضى تناوب رؤساء جمهوريون وديمقراطيون ، من تمت تسميتهم
بالحمائم ومن تمت تسميتهم بالصقور ، ولكن لم يتغير شيئ على القل في ثلاثة أمور ،
حجم الدعم الأميركي لكيان الإحتلال ، وحجم التغطية الأميركية للأنظمة التابعة
والملحقة بسياساتها رغم كل أزماتها عم شعوبها وإنتهاكاتها لمعايير الديمقراطية
وحقوق الإنسان ، ونهب ثروات المنطقة وخيراتها ومعاملتها كمجرد مصدر للثروات
السائبة وسوقا مفتوحا للإستهلاك .
- خلال نصف قرن توسع الإستيطان في فلسطين وتمادى تهويد القدس ، وخلال نصف
قرن شنت الحروب وتم تدمير دول وتفكيك مجتمعات ، وقتل مئات الألوف ، وتشرد
الملايين ، وصنعت منظمات إرهابية لا تحترف الا صناعة الموت ، والراعي كان
ادارات اميركية تعاقب عليها جمهوريون وديمقراطيون .
- ليس معيبا ان تتابع نخب المنطقة ما يجري في الإنتخابات الأميركية وأن تفهم
المتغيرات التفصيلية التي سترافق تبدل الإدارات أو بقائها ، لكن المعيب هو الوقوع في
الوهم القائل أن مصير بلادنا سيتقرر بنتيجة ما تنتهي اليه الإنتخابات الأميركية لأن في
ذلك ما هو أخطر من الوقوع في وهم كذبة التغيير في السياسات الأميركية التي قد
يتغير فيها الكثير إلا عدائتها وتوحشها ، والأخطر هو تعميم ثقافة الإستبباع والخضوع
وفقدان الإرادة التي يراد لشعوب المنطقة أن تعيش في ظلالها .

2020-10-19 | عدد القراءات 3079