- لا يستطيع احد أن يجادل في أن نجاح مساعي التهدئة في ليبيا التي ترجمت بوقف
شامل لإطلاق النار ومثلها في اليمن وعنوانها مبادرة جديدة للمبعوث الأممي مارت
غريفيث بعد نجاح تبادل للأسرى معلق منذ وقت طويل ، ومعهما نجاح مبادرة لتحقيق
الهدنة في ناغورني قراباخ بين اذربيجاتن وارمينيا ، كلها ما كانت لتكون لولا سعي
أميركي يتربط بموعد الإنتخابات الرئاسية الميركية .
- هذا يعني أن الأميركي الذي نجح بتحقيق التهدئة لأنه صاحب مصلحة كان مسؤولا عن
كل التصعيد والخراب والموت وافشال مساعي التهدئة في كل المرات السابقة وان
مزاعم حلفائه بتحميل خصومهم مسؤولية افشال مساعي التهدئة كان مجرد افتراء
للتغطية على غياب قرار اميركي بالتهدئة .
- الملفت ان مدى التقدم في مساعي التهدئة من تبادل أسرى الى هدنة الى بدء مسار
سياسي تفاوضي يتردج مع تردج نسبة سيطرة الميركي على طرفي النزاع ، ففي اليمن
حيث يسيطر الأميركي على الجانب السعودي من المواجهة كانت التهدئة بعنوان
إنساني ، بينما في القوقاز حيث يسيطر على الجبهة الأذربيجانية ويؤثر على الجبهة
الرمنية كانت التهدئة مع هدنة ، بينما في ليبيا حيث يملك الأميركي مفاتيح القرار على
مرجعيات الفريقين بين ضفة تركية قطرية وضفة سعودية إماراتية مصرية فقد إنقلب
المشهد فورا من نزاع وجودي الى تفاوض سياسي ومؤشرات تفاهم .
- بقدر ما هي التهدئة مطلب وحق للشعوب ، بقدر ما تبدو هذه التهدئة تعبيرا عن
إستخفاف الأميركي بدماء وأرواح الناس ، بالكشف عن الطابع الإستخدامي لهذه الحاجة
الحيوية للناس في خدمة صناديق الإقتراع الأميركية .
2020-10-27 | عدد القراءات 15094