الرسالة التي توجهها حكومة هذا الأسبوع كتب ناصر قنديل

- تسير عملية تشكيل الحكومة بوتيرة سريعة وتنجح العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد
ميشال عون والرئيس سعد الحريري كمكلف بتشكيل الحكومة في تجاوز الكثير من
المطبات والتعقيدات خصوصا بعد سنة كانت مليئة بالتوترات والتشنجات والخطاب
التصعيدي والمواقف العدائية .
- وفقا للمعلومات المتصلة بمسار تشكيل الحكومة تشكل المسافة التي تم تجاوزها نحو
ولادة الحكومة الجديدة ما كان يستغرق تجاوزه في تشكيل حكومات سابقة أسابيع
وشهور ويشكل تمهيدا يتيح الوصول لتظهير الحكومة الجديدة خلال أيام بصورة تسجل
رقما قياسيا في الوقت المستغرق لتشكيل الحكومات ربما يكون سقفا مستقبليا ضاغطا
على اي مشاريع حكومية لاحقة .
- المصدر الرئيسي للقلق من التباطؤ ومخاطر التريث في تظهير الحكومة هو ميل
البعض لربط ولادة الحكومة الجديدة بما بعد نهاية الإنتخابات الرئاسية الأميركية
وإعتبار هذا التريث نوعا من الحكمة بإعتبار أن هذه الإنتخابات ستظهر نوعية
التوازنات التي ستلقي بظلالها على العالم والتي يفترض أن تكون واضحة لمن سيدير
الحياة السياسية اللبنانية وملفاتها الإقليمية فهل في هذا بعض حكمة ام كثير من
المخاطرة ؟
- الجواب يتوقف على سؤال آخر هو ما الذي سيتغير في النظرة للحكومة بضوء نتائج
الإنتخابات الأميركية ؟
- ما سيتغير هو أن البعض يراهن على فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليضغط
بمزيد من التشدد بوجه حزب الله وحلفائه والبعض يراهن بالمقابل على فوز المرشح
جو بايدن وما سيحمله من انفراج في العلاقة الأميركية الإيرانية ليطالب بتحسين شروط
بعض حلفاء حزب الله ، خصوصا ان حزب الله لا يقع في دائرة القلقين من الرهان
الأول ولا من المحبذين للرهان الثاني .
- الإصرار على ترجمة التفاهمات ومناخات الإيجابية السائدة بتسريع إستيلاد الحكومة
الجديدة سيعني رسالة هامة للداخل والخارج بأن ثمة بداية لبنانية داخلية جديدة
تستسوعب خطورة بقاء لبنان معلقا على حبال الرهانات والرهانات المعاكسة فيما بالبلد
يغرق وأن هذه البداية الجديدة ستكون حاضرة في مواكبة الملفات التي ستتعامل معها
الحكومة سواء في مفاوضات ترسيم الحدود أو في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

على قاعدة إعتبار أن التفاهم الدولي أكبر مصدر قوة في هذه المفاوضات وتلك
وسواهما .

2020-10-28 | عدد القراءات 16345