مؤتمر النازحين في سورية كتب ناصر قنديل

- أن يصل وفد روسي رفيع الى لبنان للتداول في شأن مؤتمر النازحين الذي سيعقد في
سورية فهذا ليس مجرد أمر سياسي شكلي يمكن قبول مقاربته من زوايا صغيرة مثل
اخضاع الموقف اللبناني لحسابات المراعاة والمجاملات وتسليف المواقف لهنا وهناك
عربيا ودوليا فلبنان دولة أولى معنية بقضية النزوح السوري وليست مجرد طرف
متفرج يملك ترف الخيارات .
- المبادرة السورية التي تحظى بدعم روسي تشكل فرصة لبنانية وليست احراجا للبنان
ولا تكشل عبئا سياسيا عليه ، فالنازحين السوريين في لبنان عنوان من عناوين الأزمة
اللبنانية الراهنة سواء على الصعيد الإقتصادي أو على صعيد التداعيات الكثيرة أمنيا
وصحيا وتربويا لأعباء النزوح ، والطبيعي ان يكون لبنان معني أول بالتشجيع على
انجاح اي مبادرة تتصل بحل قضية النازحين .
- بالتوازي يبدو التعامل اللبناني باهتا مع كل شأن مشابه يتصل بالعلاقة مع سورية ،
فالمسؤولين والسياسيين يتنابون على قضيتين ، بعضهم يطرح ملف النازحين كاولوية
ويخشى ان يتجه نحو سورية للبحث فيها كي لا يغضب أطراف لا هم لها سوى بقاء
لبنان معلقا على حبال الأزمات وإستعماله للضغط على سورية وبعضهم يطرح قضية
التهريب ويعلم ان ضبط اتلهريب يتوقف على تنسيق لبناني سوري فيتهرب منه ذاهبا
الى تحويل الملف نحو طروحات لن تبصر النور لتدويل الحدود خدمة لسياسات خارج
لا يعنيه لبنان الا كساحة لتمرير الرسائل والضغوط .
- مع الحكومة الجديدة لا يمكن تخيل درجة من الجدية في مقابة القضايا الملحة دون
شجاعة سياسية تنطلق من مصلحة لبنانية صرف تقول بأولوية التعاون مع الحكومة
السورية في ملفات كثيرة منها النزواح ومنها الحدود لكن منها التعاون الكهربائي
والتبادل التجاري والرتانزيت عبر سورية ، ومن دون هذا التعاون ستبقى الحكومة
الجديدة حكومة تصريف أعمال مهما أوحت وعودها بالنوايا الحسنة .

2020-10-29 | عدد القراءات 135021