موسكو تشجع لبنان للتعاون مع سورية ...ومفاوضات الناقورة تستمر بيوم ثان تقنيا
بري : الحكومة خلال أيام ...ولاتطبيع في التفاوض ...وفلسطين هي الحق
عون والحريري يقطعان نصف الشوط ...الإتصالات والمردة ترسمان وجهة التشكيلة
كتب المحرر السياسي
ترسم زيارة الوفد الروسي للبنان برئاسة المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،
إطارا حركيا للمقاربة الروسية القائمة على دعوة دول المنطقة لفك غرتباط إستحقاقاتها وقضايا
بدعوات الإنتظار المعلقة على حبال الإنتخابات الرئاسية الأميركية ، التي تدخل المنطقة
والعالم في سنة من الفراغ إذا تم إعتمادها خطا فاصلا في رسم السياسات ، وأزمات المنطقة
ومنها لبنان لا تملك ترف الوقت للوقوع في هذا الفخ ، والمبادرة الروسية الداعية لمشاركة
لبنان في مؤتمر النازحين الذي دعت إليه الدولة السورية تأتي ضمن هذا الإطار .
بالتوازي رسمت مفاوضات الناقورة في جولتها الأولى عمليا بعد الجولة البروتوكولية التي
عقدت قبل أسبوعين ، إطارا لعنوان ثان سيكون حاضرا في شهور الفراغ الأميركي الرئاسي
مهما كانت نتائج الإنتخابات ، وحيث الوسيط الأميركي والراعي الأممي يبدوان ملتزمين
بالسير قدما بتسريع التفاوض غير المباشر حول ترسيم الحدود البحرية خصوصا ، حيث
المطلوب في الحدود البحرية المرسمة هو إخلاء قوات الإحتلال لنقاط لبنانية محتلة ، حيث تم
خلال جولة أمس التي تستكمل اليوم ، تبادل العروض التقنية والقانونية ، ويتم اليوم تقديم
الردود على العروض التقنية والقانونية التي جرى تقديمها ، لتحدد الجولة الثاثلة نقاط الخلاف
التي سيبدأ الوسيط والارعي مساعيهما لتفاوض غير مباشر سعيا لصياغة نقاط إتفاق تشكل
بداية مسودة محاضر الإتفاق الذي سيحتاج شهورا لإنجازه .
بين سقفي المسعى الروسي والمناخ التفاوضي ، يتقدم المسار الحكومي بصفته ترجمة لما يبدو
قرارا رئاسيا يلتقي عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه
بري والرئيس المكلف بتكشيل الحكومة سعد الحريري ، مضمونه قطاف الفرصة اللبنانية
الحكومية في مناخات دولية يتصدرها المشهد الإنتخابي الرئاسي الأميركي ، بحيث يجري
تشكيل الحكومة قبل موعد الإنتخابات ، أو على الأقل قبل ظهور نتائجها ، كما قالت مصادر
متابعة للمناخات الرئاسية المتصلة بالمشهد الحكومي والتقدم المحقق في عناوينه الرئيسية .
رئيس المجلس النيابي نبيه بري توقع إنتهاء تشكيل الحكومة خلال أيام ، نافيا اي منحى
تطبيعي للتفاوض اللبناني ، مجددا تمسك لبنان بالقضية الفلسطينية التي سبتقى كما قال الحق
الذي يعلو ولا يعلى عليه ، وحيث لسان حالها "ماهر" لا ينطق عن هوى وبالعربية فلسطين
ليست عبرية .
الأيام التي توقعها بري لولادة الحكومة ، تحمل بشكل شبه يومي لقاءات تجمع الرئيسين عون
والحريري بصورة تخطت ما كان يجري في عمليات تشكيل الحكومات السابقة ، وقد سجلت
مصادر مواكبة للملف الحكومي ، دقة ما كانت البناء قد تفردت به في عدد أمس لجهة إعتماد
عدد 18 وزيرا وليس صيغة عشرينية للحكومة كما ساد إعلاميا ، وكذلك لجهة تطبيق التبادل
في حقائب مثل الداخلية والخارجية والطاقة والصحة والأشغال والتربية والإتصالات ، حيث تم
التفاهم على حقائب الطاقة والداخلية بين الرئيسين ، من ضمن الحصة المسيحية ، يختار
وزرائها الرئيسان ولن تؤول لجهة خارجهما ، بينما تجري معالجة الملفات الجانبية لتبادل
حقائب الصحة والأشغال والتربية ، سواء لجهة وجود وزير درزي واحد وحصرها بالنائب
السابق وليد جنبلاط الذي رفض حقيبة التربية مطالبا بالصحة ، وعرض الرئيسين لحقيبة
الأشغال على حزب الله بدلا منها ، وصولا لعقدة الحقيبة التي سيتم إسنادها لتيار المردة بدلا
من الأشغال ، بعدما لم يقبل تيار المردة بالتربية ، لتصير العقدة الراهنة بعنوان المردة
والإتصالات التي يتمسك بها الحريري وربما تكون الحقيبة التي ترضي المردة ، وهذا الملف
يتولاه الرئيس الحريري ، وبالتوازي قالت المصادر المتابعة أن أوساط رئيس الجمهورية
تتولى السعي لإرضاء النائب طلال إرسلان ، ربما بالتشارك معه بتسمية أحد الوزراء
المسيحيين ، مع وجود وزير درزي واحد في تشكيلة ال18 وزيرا ، على أن ينتقل البحث بعد
حل هذه العقد لكيفية تمثيل حزب الطاشناق والحزب السوري القومي الإجتماعي على أن يلتقي
الرئيسان عون والحريري يوم الجمعة مساء مع مسودة أولى بلا أسماء للحكومة الجديدة لتبدأ
عملية إسقاط الأمساء عليها ، وكثير من الأسماء وفق المصادر بات واضحا
2020-10-29 | عدد القراءات 3134