ميشيغن ترجح كفة بايدن...وتدفع ترامب نحو المسار القضائي ...والنتائج نحو الغموض مخاطر الفوضى الدستورية والسياسية تهدد الديمقراطية الأميركية لأول مرة تجمد المسار الحكومي ...ومساع لإستبادل المداورة بالمقا

ميشيغن ترجح كفة بايدن...وتدفع ترامب نحو المسار القضائي ...والنتائج نحو الغموض
مخاطر الفوضى الدستورية والسياسية تهدد الديمقراطية الأميركية لأول مرة
تجمد المسار الحكومي ...ومساع لإستبادل المداورة بالمقايضة ...وتبقى الأسماء!
كتب المحرر السياسي

مع اقتراب اعلان فوز جو بايدن بأصوات مندوبي ولاية ميشيغن تقدم الرئيس الأميركي دونالد
ترامب بطلب قضائي لوقف فرز الأوصات وإحتسابها في الولاية ، بينما تقدم محاموه بدعوات
لإعادة فرز الأوصات في ولاية ويسكنسون متهما إدارة الولاية بالتلاعب بالتصويت وضم
أصوات مزيفة لترجيح كفة المرشح الديمقراطي .
المسار القضائي الذي يسير بالتوازي مع مؤشرات فوز ضئيل وهش لبايدان ، يفتح باب
المعركة الرئاسية الأميركية على فرضيات تتراوح بين فوز هش لأحد المرشحين ، وسط
تشكيك بشرعية الفوز من نصف الأميركيين ، ولو صادقت عليه الهيئات القضائية ، وما يعنيه
ذلك من تكريس للإنقسام مع الضعف في ممارسة السلطة ، وسيطرة اللامركزية أكثر فأكثر
تعززها إنقسامات عرقية وطبقية وعقائدية ظهرت بوضوح في المشهد الإنتخابي ، بينما
الإحتمال الموازي هو أن يطول المسار القضائي ويتخطى مهل تداول السلطة ، وخصوصا
تشكيل المجمع الإنتخابي المفترض في 18 كانون الأول المقبل كحد أقصى ، ولاحقا نهاية
الولاية الرئاسية في الأسبوع الأخير من كانون الثاني القادم ، وكيف سيتم التعاطي مع هذه
المعضلة غير المسبوقة دستوريا وسياسيا ، ويبقى الخيار الأسوأ وهو أن تتصاعد حال التوتر
بين مناصري الحزبين الجمهوري والديمقراطي أو مناصري الرئيسين ، وبصورة أخص بين
الميليشيات البيضاء ونظائها من المحتجين السود واليساريين ، وما تبشر به من خيارات
سوداوية يتحدث عنها المحللون الأميركيون .
الأكيد وفقا للمصادر المتابعة من واشنطن أن اشياء كثيرة تغيرت مع هذه الإنتخابات ، حيث
التوصيت كان بحسابات غير تقليدية ، لا تغيب عنها العصبيات العرقية ، وظهرت الإنقسامات
جغرافية وعرقية ودينية وطبقية دفعة واحدة ، مع شحنات عنف توشي بالظهور الى السطح ما
لم ينجح المسار القضائي بإحتواء الإحتقان بسرعة .
أميركا الجديدة المشنغلة بداخلها في كل الأحوال ستعني المزيد من الفراغ في المناطق الساخنة
، وخصوصا في الشرق الأوسط حيث هي اللاعب الأول ، ومحاولات ملء الفراغ التي بدأت
منذ تراجع الحروب الأميركية ، مرشحة للتصاعد مع ما تحمله معها من مخاطر مواجهات

يتصدرها التنافس الأروبي التركي ، والتسابق التركي الخليجي ، وليبيا ساحة مشتركة لهذين
المسارين ، بينما روسيا وإيران حاضرتان لملء الفراغ في ساحات أخرى كسورية والعراق ،
والتصعيد يبقى متوقعا في اليمن ، ووفقا لمصادر خليجية سيكون ما بعد التطبيع الخليجي
"الإسرائيلي" سببا لصداع خليجي في ظل الإنشغال الأميركي إذا طالت المدة .
لبنانيا لم يسجل أي إختراق في المشهد الحكومي نحو التقدم ، ولم تنعقد الجلسة المرتقبة بين
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري التي
كانت مقررة اليوم ، وتطابقت معلومات المصادر المواكبة عند تأكيد أن الأمر الوحيد المتفق
لعيه هو عدد الحكومة ب18 وزيرا وهو أمر سبق وتم حسمه في البدايات ثم سقط كعنوان
للتفاهم بمجرد إستعصاء التفاهم على ما عداه ، وفي السايق قالت المصدار المواكبة للمسار
الحكومي أن المداورة ترنحت ، وأن البديل الوارد لها هو المقايضة الرضائية لبعض الحقائب
بين الأطراف التي كانت تشغلها في حكومة الرئيس الحريري الأخيرة ، لكن المعضلة تبقى
السماء ومن يختارها ، في ظل تأكيد المصادر لعدم وجود إتفاق الرئيس الحريري على منحها
حق تمسية الوزراء بما في ذلك الثنائي الشيعي ، حيث الإتفاق على تزويد الحريري بلوائح
موسعة لأسماء مقترحة وتبادل الإقتراحات مع لوائح يقدمها الحريري ليتم التوافق على
الأفضل والمشترك وفقا لمعيار الإختصاصيين غير الحزبيين ، ولذلك تقول المصادر أن
الحريري يرد على من يطالبه بمنحه حق تسمية وزرائه بأنه لا يستطيع أن يمنح أحدا ما لم
يمنحه لسواه وكل إتفاقه مع الثائي والمردة والنائب السابق وليد جنبلاط هو الإستعداد لتلقي
مقترحات بالأسماء والتعامل معها إيجابا من ضمن الإتفاق على عيار الإختصاصيين ، بينما ما
يطلب من البعض هو إلزام الحريري بقوبل تسميات يقدمها هؤلاء كما كان الأمر في حكومات
سابقة .

2020-11-05 | عدد القراءات 18132