التعثر الحكومي كتب ناصر قنديل

- ليست مدة الأسبوعين التي مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة
جديدة بالمهلة الكافية للحديث عن تعثر في تشكيل الحكومة بقياس المقارنة مع الوقت
الذي كانت تستغرقه عملية تشكيل الحكومات السابقة والتي كان معدلها الوسطي
يستغرق شهورا .
- في الظروف الإستثنائية التي يعيشها لبنان يخشى اللبنانيون أن يكون التراجع الذي
أصاب مسار تأليف الحكومة سببا لتعثر في ظل موجة من التفاؤل رافقت الأسبوع
الأول الذي تبع تكليف الحريري .
- الواضح أن العقدة الأساسية تدور حول الأسماء وآلية إختيارها وحول المداورة وإمكانية
تطبيقها وما يجب أن يعرفه المعنيون على إختلاف مستوياتهم أن هذين الأمرين لا
يشكلان هما شعبيا للبنانيين ولا سببا مقنعا لهم لتقبل التعثر علما ان هذا الموقف الشعبي
لا يستطيع التحول الى موقف ضاغط على فريق بعينه طالما يبستطيع كل فريق القاء
اللوم على الفريق الآخر ورفض مطالبته بالتنازلات حتى الغاء الذات مقابل استئثار
الفريق الآخر بكل شيئ بقوة الإبتزاز وإنتزاع التنازلات .
- السؤال المقلق للبنانيين هو هل سيستطيع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على إيجاد
نقطة وسط غير مغلفة بالشعارات الإصلاحية تتيح تجاوز الإستعصاء الحكومي بين
نظريتي حكومة إختصاصيين بعيدا عن المحاصصة وميثاقية طائفية وسياسية وإتهامين
متبادلين بالسعي للإستئثار تحت شعار الإختصاصيين أو تحت شعار الميثاقية والجواب
يعرفه الرئيسان ومدخله خروج من المداورة الا حيث يمكن بالتراضي تبادل حقائب
ودخول الأسماء من باب تسمية المعني طائفيا وسياسيا بالتسمية في كل موقع وزاري
لعدد من الأسماء حتى يختار الآخر منها واحدا فيحمل الرئيس المكلف لوائح إسمية
للعديد من المرشحين للحقائب التي تقع في ضفاف تواصله مع الكتل بما فيها كتلته
ويحمل مثله رئيس الجمهورية لوائح موازية لمواقع معلوم انها ستحسب على الرئاسة
وعلى التيار الوطني الحر ويدخلال غرفة مغلقة لا يخرجان منها الا وقد وقعا مراسيم
التأليف .

2020-11-06 | عدد القراءات 3060