ترامب يلفظ أنفاسه الرئاسية الأخيرة معاندا التسليم ...وبايدن يستعد لخطاب النصر اليوم
عقوبات أميركية على باسيل في توقيت مستغرب ...الترسيم أم لغم للإدارة الجديدة ؟
التشكيلة الحكومية في غرفة الإنعاش ...ولقاءات الرئيسين أوكسجين للتنفس الإصطناعي
كتب المحرر السياسي
لم ينم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حرير الوعود بإعادة جمع الأصوات في ولاية
جورجيا ودخول مراقبين إلى غرف فرز الأصوات في بنسلفانيا ، فبدأ بالإستعداد لمعركة
رفض تسليم السلطة ، فمنافسه جو بادين بات رئيسا فعليا ينتظر إعلان نتيجة واحدة من
الولايات التي باتت شبه محسوة لصالحه ، فهو لا يحتاج إلا لستة أصوات قد تؤمنها ولاية
نيفادا فيبلغ معها ال270 صوتا اللازمة لإعلان فوزه ، أو تخرج نتيجة جورجيا لصالحه بستة
عشر صوتا ، أو تحسمه بنسلفانيا بعشرين صوتا ، وتأمل حملة بايدن الفوز بها جميعا ليدخل
بايدن البيت البيض بمجموع 306 مقاعد من المجمع الإنتخابي وهو ذات الرقم الذي حصل
عليه ترامب عام 2016 في مواجهة هيلاري كلينتون .
ما بعد إعلان النتيجة هو أمر آخر ، فالمصادر المتابعة للإنتخابات الأميركية تعتقد أنه من
المبكر توقع السيناريوهات القادمة ، فالحزب الجمهوري بنوابه وقياداته يقف مع ترامب في
مرحلة فرز الأصوات ، لكن هذا الأمر سيختلف بعد إعلان النتائج بصورة رسمية وإنتهاء
النزاعات القضائية ، حيث ستكون هناك أغلبية جمهورية تدعو لتسليم السلطة ، والموقف نفسه
ينسحب على المواقع التي يتولاها جمهوريون ، في المؤسسات القضائية والعسكرية والأمنية
والإدارية ، وقالت المصادر أنه علينا إنتظار نهاية السباق لنعرف التوازن الفعلي بين دعاة
الخيار الدستوري في الحزب الجمهوري ، ومناصري ترامب من الحزب وخارجه في ظل
تشكل ظاهرة جديدة تسمى بالترامبية وتضم كنائس وميليشيات وجماعات متمولة ، تساند
رفض ترامب لتسليم السلطة .
في هذا التوقيت الدقيق والحساس أميركيا ، حيث المفترض أن أميركا منشغلة بشؤونها
وهمومها ، والإدارة التابعة للرئيس ترامب تخوض معركة بقائها في البيت الأبيض ، خرج
قرار العقوبات على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليثير الكثير من الأسئلة ،
خصوصا أن الملف سبق وتم تحضيره منذ فترة طويلة وترك في حال جهوزية للإستعمال غب
الطب ، وكان الإستعمال عن طريق التلميح مرارا لإحتمال تحوله الى قرار وتم إستخدام هذا
التلويح لإبتزاز باسيل مرارا في مواقف تتصل بالعناوين التي تهم واشنطن وفي طليعتها
العلاقة بحزب الله ، وملف ترسيم الحدود ، ولم تحسم المصادر المتابعة للملف العقوبات
خلفيات التوقيت الذي إرتبط باللجوء الى قانون ماغتينسكي المخصص لمكافحة الفساد ، دون
تقديم ملفات بعينها للإتهام بل الإكتفاء بالحديث عن عناوين عامة ، افتقدت للمصداقية بغياب
التحديد بالأسماء والأرقام كما يفترض بقانون مخصص لملفات الفساد وما تعنيه كلمة ملفات ،
ما يفتح إحتمال أن يكون اللجوء لهذا القانون هو لتعقيد مهمة الغاء العقوبات ، التي يبقى
صدورها تحت عنوان العلاقة بحزب الله وحدها ، رهن قرار سياسي لأي إدارة أميركية قادمة
، فهل جاءت العقوبات على خلفية تصرف إدارة تنتهي ولايتها وتريد زرع الألغام بطريق
الإدارة القادمة ، وهذا ما يفسر الموقف المتحفظ لمعاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل
كما يفسر حماس الوزير مايك بومبيو لإستعجال قرار العقوبات ، أم أن للعقوبات المؤجلة منذ
شهورعلاقة بالضغط على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ملف ترسيم الحدود
بعد الغضب الإسرائيلي من طروحات الوفد المفاوض ، والسقوف التي يدافع عنها في النظر
للحقوق اللبنانية ؟
على إيقاع العقوبات على باسيل عقد اللقاء المسائي الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال
عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ، دون تحقيق تقدم يذكر في مسار
تشكيل الحكومة الجديدة ، وهو مسار وصفته مصادر مواكبة للملف الحكومي بالمجمد ، قائلة
ان التشكيلة الحكومية في غرفة الإنعاش وأن اللقاءات الرئاسية تحولت الى أوكسجين يبقيها
على قيد الحياة ويبث مناخا من الأمل بين اللبنانيين .
2020-11-07 | عدد القراءات 3083