بايدن يحسم كرئيس منتخب...وممانعة ترامب لن تصمد ...ونتنياهو وبن سلمان آخر المهنئين
باسيل يفضح نظام العقوبات : فاوضوني على السياسة ...وأتحداهم إظهار ملف فساد
هل كان تأجيل التشكيلة الحكومية بإنتظار العقوبات ؟ ...وماذا سيقول نصرالله غدا ؟
كتب المحرر السياسي
السياسي
مع إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بما يزيد عن ال270 مقعدا في المجمع
الإنتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض ، رغم إستمرار فرز الأصوات في عدد من الولايات
وإعادة إحتسابها في ولايات اخرى ، ورغم إصرار الرئيس الميركي دونالد ترامب على عدم
الإعتراف بالهزيمة وتحضيره لملفات نزاع قضائي تطعن بالنتائج ، بات المناخ السائد اميركيا
وعالميا هو التعامل مع بادين كرئيس أميركي مقبل ، وإعتبار منازعات ترامب قابلة للفكفكة
قبل حلول موعد تسلم الرئيس المنتخب لسلطاته الدستورية في شهر كانون الثاني من العام
2021 .
الأصوات الوازنة في الحزب الجمهوري المؤيد لترامب بدأت تتموضع تحت سقف الدعوة
للحفاظ على الأصول الدستورية وقبول النتائج ، وبعضها المساند لترامب يربط إعترافه
بالنتائج بحسمها قضائيا رافضا بقاء ترامب في البيت الأبيض بعد صدور الأحكام القضائية
النهائية لتثبيت فوز بايدن ، والمؤسسات الأميركية الأمنية تتعاطى مع مسؤولياتها تجاه نقل
السلطة وفق الأصول ومعاملة بايدن كرئيس منتخب ، بينما في العالم تعامل رسمي مع فوز
بايدن ، خصوصا من رؤساء وقادة الدول الحليفة لواشنطن ، حيث الرؤساء الأوربيين وقادة
حلف الناتو كانوا في طليعة مهنئي بايدن ، وتريثت بكين وموسكو كالعادة بإنتظار النتاءج
الرسمية ، فيما بقي رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن
سلمان إلى آخر القائمة بين المهنئين .
بين الرابحين والخاسرين ، تقف إيران والسلطة الفلسطينية في طليعة الرابحين من رحيل
ترامب ، حيث لا نقاش يطال رهانات تغييرات في أصل الموقف الأميركي الداعم لكيان
الإحتلال ، بل النقاش حول مسار العلاقات الأميركية الإيرانية والعودة الى زمن ما كان قائما
في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان بايدن نائبا للرئيس ، وكان الإتفاق النووي آخر
عناوين هذه العلاقة ، قبل ان يقدم ترامب على الخروج منه من طرف واحد ، ومثلها في
العلاقات الفلسطينية الأميركية حيث ممثلية فلسطين في واشنطن ، وقنصلية اميركية في القدس
الشرقية ، وإعلان إلتزام أميركي بحل الدولتين ، وبالمقابل يقف نتنياهو وبن سلمان في طليعة
الخاسرين ، حيث تتوقع مصادر في أحزاب الكيان تسريعا بسقوط نتنياهو وفتح الطريق
لمنافسيه لقيادة السفينة الحكومية بما ينسجم مع المتغير الأميركي بينما يتحدث اركان حملة
بايدن عن حظوظ جديدة لإيهودا باراك أو بني غانتس ، مقابل قراءة للمشهد السعودي دون بن
سلمان ، وحديث عن عودة محمد بن نايف الى المشهد السعودي ، وعن وقف حرب اليمن
ضمن تسوية سياسية يعطلها التشدد السعودي .
لبنانيا كانت الطلقة الأخيرة قبل الرحيل لإدارة ترامب بفرض العقوبات على رئيس التيار
الوطني الحر النائب جبران باسيل ، موضوع شرح مفصل من باسيل كشف خلاله تفاصيل
المفاوضات التي جرت بينه وبين المسؤولين الأميركيين ، وما تضمنته من وعود وإغراءات
إذا إستجاب للمطالب الأميركية السياسية وفي طليعتها فك العلاقة التحالفية مع حزب الله ،
ملمحا في حديثه لعلاقة ملف ترسيم الحدود وتوطين اللاجئين الفلسطيين وبقاء النازحين
السوريين كعناوين للمطالب الأميركية التي رفض باسيل تلبيتها ، رغم وضوح الرسائل
الأميركية بالعقوبات ، التي جاءت تحت عنوان تهم بالفساد لم يرد ذكرها خلال المفاوضات ،
ولم ترد اي إثباتات عليها في قرار العقوبات متحديا أن يقدم الأميركيون ملفا واحدا يؤكد
مضمون تهم الفساد ، مجددا تمسكه بما وصفه بالحقوق والمصالح اللبنانية ، ومن ضمنها
العلاقة القائمة على الصدق وتقبل التبيانات مع حزب الله .
في الملف الحكومي ، تساءلت مصادر متابعة لمسار التفاوض عما إذا كان التأخير ناجما عن
تريث بإنتظار العقوبات ، وقالت أما وقد وقعت العقوبات فهل ينطلق القطار الحكومي ،
خصوصا أن الكلام الذي قاله باسيل يتضمن خارطة طريق لسقف ما يقبله رئيس الجمهورية
العماد ميشال عون ، تتلخص بثلاثة نقاط ، الأولى تتصل بعدد الوزراء بما لا يقل عن عدد
الحقائب الحكومية ، والثانية تتعلق بإعتماد المداورة الجزئية التي تبقي لكل فريق رئيسي حق
الإحتفاظ بحقيبة ، على قاعدة بقاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية ممثلة بفريق سياسي هو حركة
أمل ، ما يعني ضمنا تمسك التيار الوطني الحر بحقيبة الطاقة ، والثالثة تطال آلية تسمية
الوزراء من قبل كتلهم النيابية ، وحق رئيسي الجمهورية والحكومة بقبول والرفض حتى
الوصول لتسميات مقبولة .
مستقبل المسار الحكومي ، والوضع السياسي الداخلي ، ومن ضمنه العقوبات الأميركية على
باسيل ، قضايا تنتظر كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا .
2020-11-09 | عدد القراءات 3071