حرب فضربة فعملية كتب ناصر قنديل

- طبلت وزمرت وسائل الإعلام الخليجية لمشروع حرب يشنها الرئيس الأميركي
المنتهية ولايته دونالد ترامب وتقلب معادلات المنطقة انطلاقا من خبر قيام
ترامب بإقالة وزير دفاعه مايك إسبر وخلال أيام وبعد تعيين وزير جديد كتبت
الصحف الأميركية عبر تسريبات ترامب نفسه انه كان يفكر بضرب المفاعل
النووي الإيراني في نطنز لكنه صرف النظر عن الفكرة بعد تلقيه تحذيرات من
مستشاريه بخطورة فتح حرب كبرى في المنطقة
- في الخبر نفسه ان وزير خارجية ترامب مايك بومبيو كان الوحيد في فريقه
المؤيد للعمل العسكري في المدة المتبقية من ولاية ترامب ووجاءت جولة
بومبيو الخارجية تعبيرا عن سعيه لتسويق مشروعه وربط الخطوات السياسية
في المنطقة بنتائج هذا المشروع .
- في باريس كان واضحا ان بومبيو سعى لتجميد ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة
تحت شعار أن متغيرات كبرى قادمة وستقلب الوقائع في المنطقة ومنها لبنان
ولإستبعاد أي فرضية تربط كلام بومبيو بفرضية عمل عسكري أميركي
أصدرت وزارة الدفاع الأميركية بياناتها عن تنفيذ قرار إنسحاب متدرج من
المنطقة بتوجيهات ترامب .
- لم يكن كافيا تقلص الحرب الى ضربة فتقلص المرجع أيضا من ترامب الى
بومبيو الذي حط رحاله في كيان الإحتلال وقام بجولات إتسفزازية وصلت الى
الجولان تعبيرا عن الوقوف الأعمى مع الكيان في كل خطواته العدوانية وفي
طليعتها ضم الجولان لكن يبدو أن زيارة الجولان كانت تعبيرا رمزيا عن أبوة
بومبيو لتقلص جديد حيث الضربة صارت عملية تنفذها قوات الإحتلال على
تخوم الجولان المحتل وتمنحها وسائل الإعلام الخليجية تغطية إستثنائية بصفتها
تغيير نوعي لقواعد الإتشباك وإصابة إستراتيجية لمحور المقاومة .
- الشهداء عندما يسقطون مهما كانت رتبهم ومهما كان عددهم هم إصابات موجعة
لكن التغيير الإستراتيجي شيئ آخر
- بلغ الهزال في حالة المشروع الأميركي حد ان يكون الرد على قرار الإنسحاب
الجزئي صواريخ على السفارة الأميركية وأن يكون سقف المقدور عليه أميركيا
وإسرائيليا هو تكرار لما سبق وتم إختباره من عمليات توجع بسقوط الشهداء

لكنها لا تغير معادلات باتت فوق طاقة الأميركي والإسرئيلي والمطبع الخليجي
معهم ولا تعوض العجز الفاقاعات الإعلامية ولا النقل المباشر للقنوات الخليجية
وخروج بعض المعلقين المدفوعي الأجر ليكرروا عبارة تحول إستراتيجي .

2020-11-19 | عدد القراءات 1829