النصر على داعش وسليماني والمهندس كتب ناصر قنديل

-         يحتفل العراق بالذكرى الثالثة للإنتصار على تنظيم داعش وفيما يشارك في الإحتفال قادة سياسيون وعسكريون عراقيون من موقع مسؤوليتهم الوظيفية في الدولة كمنتصر أول ويشارك الأميركيون بصفتهم قوة دعم للجيش العراقي يغيب عن المشهد الصناع الحقيقيون لهذا النصر .

-         في الأيام الأولى التي أعقبت سيطرة داعش على ستة محافظات عراقية واقتراب التنظيم من ابواب العاصمة بغداد وانتشار حال الهلع في صفوف العراقيين امام تفكك الجيش والققوى الأمنية وظهور مؤشرات الإنهيار في صفوفها وفي ظل كلام أميركي عن حرب ستمتد لعقود من الزمن قبل ان يتسنى القضاء على التنظيم هب الى الخطوط الأمامية مئات من المقاتلين الذي قام بتعبئتهم كل من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليمان والقائد العراقي أبي مهدي المهندس الذي صار زعيم الحشد الشعبي وقواته قبل ان تنطلق مسيرة تشكيل الحشد الشعبي ، وتولى هذا الثنائي مهمة التصدي البطولي الإستشهادي مع هذه المئات من الإستشهاديين ومن بينهم عشرات من قادة حزب الله ومقاومته كان على رأسهم القائد مصطفى بدر الدين .

-         تجمع كل الروايات والوثائق العسكرية على ان امتصاص الصدمة الأخطر التي مثلها توسع داعش كان على عاتق هذا الصف الأمامي الذي نجح خلال شهر بتكشيل سد حماية أوقف زحف داعش منح من خلاله الفرصة لنشوء وبدء تنظيم الحشد الشعبي بعدما صدرت فتوى المرجعية الشهيرة بإطلاق تشكيلاته والدعوة للإنضمام الى صفوفه التي تولى سليماني والمهندس وبدر الدين تنظيم صفوفها لتصبح لاحقا القوة الساسية في عملية التحرير التي منحت الجيش العراقي فرصة النهوض مجددا ودخول ساحة الحرب فيما كان الأميركيون منشغلون بوضع العراقيل امام الحشد لمنعه من الحسم السريع للمعركة ، ويشهد القادة الأكراد أن مناطقهم نفسها كانت قد بدأت تتهاوى أمام داعش وميلشياتهم تنهار بضغط تقدم التنظيم لولا الحضور المباشر لسليماني والمهندس في معارك حماية كردستان .

-         ليس من باب المبالغة القول ان الإحتفال بالنصر جاء باهتا بغياب صناعه ، ولا من المبالغة أيضا القول ان هذا الغياب بالإغتيال جاء عقابا على دور هؤلاء في قطع الطريق على المهمة التي رسمها الأميركي لداعش ودوره وآلية اللعب معه بالتناوب بين النمو والإضعاف للإمساك بالعراق وسورية عبر هذه الثنائية التي قطع مسارها محور المقاومة ممثلا بالجيش السوري وحلفائه من جهة وفي طليعتهم سليماني وحزب الله  وبالحشد الشعبي بقيادة المهندس من جهة أخرى وبدعم سليماني وحزب الله .

2020-12-11 | عدد القراءات 1520