ماكرون لن يلتقي بأحد خلال زيارته ...ولودريان : لبنان تايتنك تغرق لكن دون موسيقى
دياب والوزراء لن يمثلوا للتحقيق...وصوان يتفرغ لإنجاز التقرير الإتهامي
القطيعة السياسية والتسريبات القضائية تنقل المشهد الحكومي الى العام المقبل
كتب المحرر السياسي
بعد يومين من التضامن الشعبي والسياسي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قطف الأضواء خلاله ظهور الخط الأحمر الطائفي حول رئاسة الحكومة ، بوجه مبدأ المثول امام المحقق العدلي القاضي فادي صوان ، بدا أن التحقيق في جريمة المرفأ مهدد بالتوقف إذا تم ربط مصير التحقيق بالإصرار على مثول المدعى عليهم من رؤساء ووزراء أمام المحقق العدلي ، في ظل التقاء الحصانة الشعبية للرئيس دياب رفضا لتحويله كبش فداء ومكسر عصا مع الخط الأحمر الطائفي حول رئاسة الحكومة ، وتنازع الصلاحيات الدستورية بين القضاء العدلي ومجلس النواب حول الجهة الصالحة للإدعاء على الرؤساء والوزراء ، وبالتالي تحول عملية الإصرار على مثول الرؤساء والوزراء الى استحالة كفيلة باطاحة التحقيق وتجميده ، بينما توقعت مصادر حقوقية أن يتجاوز المحقق العدلي العقدة التي ظهرت أمام استدعائته ويتفرغ لإعداد التقرير الإتهامي الذي يشكل خلاصة تحقيقاته ويتضمن الإتهامات التي سيوجهها ، وتصبح مهمة توزيع صلاحيات المحاكمة بين المجلس العدلي ومجلس النواب مهمة مجلس القضاء الأعلى وليست مهمته وحده .
مع حسم مسألة عدم مثول دياب والوزراء علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانونس أمام المحقق العدلي ، إمتلأت الصالوانت السياسية بتسريبات وشائعات ، تتصل بمناخت التجاذب التي تحكم العلاقات الرئاسية والسياسية ، والتي يمكن إختصارها بالقطيعة والسلبية والتوتر ، في ظل الإتهامات المتبادلة عن اللعب بالقضاء وعن المسؤولية عن الفساد ، وعن تعطيل المسار الحكومي .
في مناخ الإنسداد السياسي الذي يصل حد الإحنقان ، يبدو الملف الحكومي مؤجلا حتى العام المقبل وفقا لما تراه مصادر على صلة بمتابعة ما يدور ف يالعلااقات الرئاسية ، تقول أن كل شيئ سيبقى قيد الإنتظار حتى تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الى البيت الأبيض ، وحتى ذلك التاريخ مزيد من التدهور نحو الإنهيار ، في ظل سيناريوهات قاتمة تنتظر الوضعين الإقتصادي والمالي ، قد يخفف من وطأتها نجاح المساعي التي يتابعها مع الحكومة العراقية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ، لتأمين إتفاقية تؤمن إحتياجات لبنان النفطية للعام 2021 ، ومعلوم ان المستوردات النفطية تمثل أكثر من ثلثي المستوردات وبالتالي مصدر الطلب على العملات الصعبة ، ما سيخفف من مخاطر رفع الدعم والنتائج الخطيرة التي سيكون أبرزها إنهيار سعر الصرف بصورة دراماتيكية .
الإنهيار الدراماتيكي وصفه وزير الخارجية الفرنسية بقوله أن لبنان يشبه حال السفينة الأميركية الغارقة تايتانك مع فارق ان ليس هناك فرقة موسيقية تعزف لركاب الباخرة فتنسيهم المصير القاتم الذي ينتظرهم ، ممهدا لإمتناع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون عن اجراء أي لقاء سياسي خلال زيارته المرتقبة الى لبنان ، التي تقرر حصرها بزيارة مقرات القوات الفرنسية المشاركة في قوات الطوارئ الدولية في الجنوب ، بمناسبة عيد الميلاد .
2020-12-14 | عدد القراءات 1484