كتب ناصر قندیل
- یرتسم في خطاب بعض القیادات اللبنانیة یحمل مخاطر تھدد الوضع الداخلي ، فتبلور
فریق لبناني یقدم العلاقة مع كیان الإحتلال خارج نطاق المحرمات كفیل بتھدید السلم
الأھلي ، وھو أمر لم یجرؤ علیھ أحد من قبل ، حتى الذین تعاملوا عم الإحتلال وحملوا
السلاح تحت رایتھ ، بقوا یتنكرون لتاریخھم ویدعون لطي الصفحة على قاعدة التسلیم
بإعتبار العداء للكیان عامل جمع لبناني عام .
- الخطاب الجدید متفلسف ، لكنھ مفخخ ، یقول ان المنطقة موزعة بین ثلاثة قوى كبرى
ھي إیران وتركیا وإسرائیل ، وان احد أھم العوامل في الشرق الأوسط ھي إسرائیل ،
وان العالم العربي منقسم بین مؤید لأمیركا ومؤید للتمدد الإیراني ، داعیا لعدم الإستھانة
بالتمدد الإیراني ، والفرس للمرة السادسة على المتوسط ، ولبنان تحت إحتلال إیراني ،
ثم یقول یجب ألا نفقد الأمل ، فماذا نستنج ؟
- الإستنتاج البدیھي ان ھذه النظریة تدعو من باب محدودیة الخیارات ، إلى الإنضمام
لفریق عربي مؤید لأمیركا ، قرر التعاون مع أحد أھم العوامل في الشرق الأوسط ، اي
إسرائیل ، من منطلق عدم الإستھانة بالتمدد الإیراني ووقوع لبنان نحن سیطرتھ .
- ھذا لم یعد إستنتاجا بل ھو خطاب علني لقیادات لبنانیة وسلوك عملي لقنوات إعلامیة
لبنانیة ، ومن یتذكر مرحلة الإحتلال وما تلاھا مع إتفاق 17 أیار سیتذكر أن نسبة
التجرؤ والمجاھرة في الإستعداد لمد الید للتعاون مع إسرائیل تبدو الآن أعلى ، وأن
تبریر التطبیع الخلیجي الإسرائیلي قیاسا بالتندید بإتفاقیات كامب دیفید ، لا تفسره إلا
معادلة قالھا أنور السادات بعد كامب دیفید ، أن نصف معارضیھ كلنوا سیقفون معھ لو
كانت مصر قادرة على دفع الأموال
2021-01-08 | عدد القراءات 1962