كتب ناصر قندیل
- لا یمكن النظر لما تشھده مناطق شرق سوریة بصفتھ مجرد رسائل أمنیة وعسكریة ،
فقد شھدنا خلال شھور إجتماعات عسكریة أمنیة أمیركیة بریطانیة إسرائیلیة مكثفة
مخصصة للوضع في سوریة ، نتج عنھا إعادة تنظیم تركیبة إرھابیة تدمج بقایا تنظیم
داعش المشتتة في البادیة مع التشكیلات المدعومة من البریطانیین في جنوب سوریة
والتشكیلات التي یرعاھا الأمیركیون قرب قاعدة التنف ومخیمات النزوح لتشكیل قوة
یمكن الإعتماد علیھا لشن عملیات واسعة في المنطقة الممتدة على مساحة البادیة
خصوصا منطقة ریف حمص الشرقي وصولا إلى دیر الزور والبوكمال .
- خلال فترة أسابیع مضت وأسابیع قادمة تبدو الغارات الإسرائیلیة المكثفة على مواقع
الجیش السوري والحلفاء مختلفة بأھدافھا عن الغارات السابقة فھي تتركز على ھذه
المنطقة ، وتستھدف ضرب البنى العسكریة بمثابة قصف تمھیدي للھجمات التي
یفترض أن تشنھا الجماعات الإرھابیة الجدیدة المنظمة بالتنسیق مع الإسرائیلیین.
- یعتقد الكثیر من الخبراء أن ھناك ھدف تم تحدیده أمام العمل العسكري الذي یشھده
وسیشھده شرق سوریة الواقع شرق طریق دمشق حمص حلب والذي تقع في قلبھ قاعدة
التنف الأمیركیة ، والھدف ھو إسترداد سیطرة جماعات مسلحة مدعومة من بریطانیا
وأمیركا وإسرائیل على الحدود السوریة العراقیة وفي قلبھا مدینة البوكمال كھدف یجب
تحقیقھ قبل تبلور أي سیاسة جدیدة ترسمھا إدارة الرئیس الأمیركي الجدید جو بایدن ،
لتشكل الإنجاز المتواصل مع الكانتون الكردي الذي یستند إلیھ بایدن في رسم مقاربتھ
للوضع في سوریة .
- الجیش السوري والحلفاء أمام معركة فاصلة في الأسابیع القادمة لتثبیت السیطرة على
مناطق البادیة وشرق سوریة ، وسحق الجماعات الإرھابیة التي تمت إعادة تنظیمھا ،
وربما یكون من ضمنھا قد صارت الحاجة ملحة لمواجھة الغارات الإسرائیلیة بأسالیب
جدیدة ، لضمان نجاح العمل العسكري المرتقب
2021-01-13 | عدد القراءات 1832