كیف لا ننسى أن ھناك أوروبا

كتب ناصر قندیل
- أعادت العقوبات الأوروبیة التي طالت وزیر الخارجیة السوریة الدكتور فیصل المقداد 
التذكیر بكلمات وزیر الخارجیة الراحل ولید المعلم ، عندما علق على الإلتحاق 
الأوروبي بالسیاسات الأمیركیة بفرض العقوبات على سوریة ، بقولھ سننسى أن ھناك 
أوروبا على الخارطة .
- أوروبا التي تمتلك كل مقومات التصرف كقوة عظمى تصر على تذكیرنا بأنھا ملحق 
تابع للسیاسات الأمیركیة ویعتب سیاسیوھا إذا قال عنھم الناس أنھم كل مرة یثبتون 
عجزھم وتبعیتھم وإلتحاقھم .
- في المنطقة دائما كان ھناك تطلع نحو تمایز أوروبي عن الموقف الأمیركي یعبر عن 
القرب الجغرافي وتشابك المصالح وتداخل المخاطر لكن دائما كان الرھان یصاب 
بالخیبة فكل تمایز أوروبي إذا حصل یبقى كلامیا غیر قابل للترجمة في الأفعال 
كالموقف الأوروبي المختلف عن الموقف الأمیركي من التفاھم النووي مع إیران ومن 
مشروع صفقة القرن لحل القضیة الفلسطینیة وفق حساب المصلحة الإسرائیلیة ، حیث 
عجزت أوروبا عن ترجمة تمایزھا بأكثر من دعوة الأمیركیین لمراجعة مواقفھم .
- العقوبات التي إستھدفت الوزیر المقداد لا قیمة عملیة لھا ، لكنھا تأتي في توقیت سیاسي 
یتقدم فیھ العمل السیاسي وتحتاج أوروبا أكثر من غیرھا أن تمتلك علاقات التواصل مع 
مفاتیح العملیة السیاسیة في سوریة والمنطقة ، وتأتي فیما الحكومات الأوروبیة ترسل 
في السر لسوریة طلبات التعاون في مواجھة خطر عودة الإرھابیین الذین تم تصدیرھم 
الى سوریة من الدول الأوروبیة ، وفي القضیتین تشكل العقوبات على المقداد تصرفا 
بعكس المصلحة الأوروبیة .
- بعد سنوات من الحرب فرضت أوروبا على سوریة التصرف وكأن لا وجود لأوروبا 
على الخارطة إلا كظلال لوجود أمیركا ، ویبدو الوضع الیوم تأكیدا على أن نسیان 
أوروبا سیبقى إلى أجل تقرر فیھ اوروبا أنھا موجودة ، وعلامة الوجود الإستقلال 

2021-01-15 | عدد القراءات 1638