كتب ناصر قندیل
- بالنسبة لكل دول العالم شكل وباء كورونا الھم الأول خلال عام مضى ویشكل الھم
الأول لعام قادم على الأقل ، ووفقا لكل الخبرات التي راكمتھا منظمة الصحة العالمیة
ووضعتھا بتصرف الحكومات عبر العالم ، یجب أن یتصدر التعامل مع ھذا الوباء
الإھتمامات الحكومیة بغض النظر عن سائر إھتماماتھا ، وأن یحظى بأولویة إنفاقھا
وأولویة ترتیباتھا الإداریة وأولویة حجم إنخراط القطاع الخاص في تحمل المسؤولیة ،
وأولویة التدابیر الحكومیة التي تتوجھ بھا الى المواطنین لتقیید حركتھم ونتظیم أعمالھم
ضمن ما یتناسب مع مخاطر تفشي الوباء .
- في لبنان یمكن أن یقال الكثیر من موقع صحیح في ما یجب فعلھ ، سواء لجھة درجة
الإلتزام بالتقید الشعبي بالتعلیمات الخاصة بمواجھة كورونا ، أو لجھة نواقص الأداء
الحكومي ، لكن ثمة ما یجب أن یقال أیضا لجھة دور الطقاع الخاص ، ویدرج ھنا
كیفیة تعامل شركات الأدویة ومستوردیھا والصیدلیات بعقلیة تجاریة ، وھذا واقع
ملموس بمقارنة حجم المبالغ المنفقة من مصرف لبنان على الإستیراد المدعوم للأدویة
والمعدات الطبیة وبین حجم معاناة اللبنانیین في الوصول لھذه الأدویة ، وحجم شكوى
المستشفیات من نقصان المعدات ، في ظل الكثیر من الشكوك والمعلومات عن تھریب
الدواء والعدات الطبیة المشتراة بأسعار مدعومة بتصدیرھا الى بلدان اخرى خصوصا
الى البلدان الأفریقیة .
- الأخطر ھو ما تقولھ تقاریر منظمة الصحة العالمیة عن حجم مشاركة المستشفیات
الخاصة في مواجھة وباء كورونا ، فتقاریر المنظمة العالمیة تقول بالأرقام ان عدد
الأسرة الإستشفائیة في لبنان بما فیھا أسرة العنایة الفائقة كافیة لمواجھة مخاطر تعاظم
كورونا ، لكن %80 من ھذه الأسرة موجودة في المستشفیات الخاصة ، وأن نسبة
مشاركة ھذه المستشفیات لا تزال بنسبة %10 من طاقتھا فقط ، أي 1200 سریر من
اصل 13000 منھا 800 سریر عنایة فائقة من أصل 1700.
- المستشفیات الخاصة تضع مطالبھا بالإفراج عن أموال مستحقة على الدولة والجھات
لمصابي كورونا ورفع عدد اسرة العنایة الفائقة من 800 الى 1200 . الضامنة شرطا لتعدیل مساھمتھا من %10 الى %25 أي بإضافة قرابة 2000 سریر
- لا جدال في ھذه الحقوق للمستشفیات ، لكن الجدال ھو في القلق من تكرار تجربة
المصارف الخاصة التي عاقبت اللبنانیین بوضع الید على ودائعھم ، تحت شعار حقإسترداد ودائعھا في مصرف لبنان ودیونھا على الدولة اللبنانیة ، والحالتین تتجاھلان
حجم الأرباح التي حققھا كل من القطاع المصرفي والقطاع الإستشفائي خلال عشرات
السنوات ، وخطورة تدفیع اللبنانیین كمواطنین من صحتھم كلفة ھذا الضغط ، وما
یجعل اللبنانیین في إحراج برفع الصوت بوجھ أصحاب المستشفیات ھو أنھم بخلاف
المصارف ، یملكون وجھا إنسانیا یمثلھ الأطباء والجھاز التمریضي الذین یشكلون
مصجر إعتزاز بحجم تضحیاتھم والأعباء التي یتحملونھا ، وبالتوازي فالمستشفیات
بخلاف المصارف لم تتوقف عن العمل ولا تزال في ساحة الإشتباك ، ولھذین
الإعتبارین یتطلع اللبنانیون نحو تفاھم صریح وواضح ونھائي وقابل للتنفیذ الفوري بین
المستشفیات والحكومة ینتھي برفع الجھوزیة الإستشفائیة للقطاع الخاص الى النسبة
التي حددتھا منظمة الصحة العالمیة وھي %60 ، لأن ذلك سیعني تأمین 5000 سریر
إضافي مزود بقدرة تأمین الأوكسجین و500 سریر إضافي للعنایة الفائقة
2021-01-17 | عدد القراءات 1554