صباحات ناصر قنديل

صباح القدس لزمن انشغال الذين رصدوا المال والسلاح والقدرات لهزيمة مقاومتنا باحوالهم وانقساماتهم والانشغال سيطول فليس مطلوبا ان يتحول الاشرار الى اخيار كي نفرح لانه مستحيل الحدوث بل ان يتجسد نصر يصنعه الثبات بنقل تصدعات الازمة والفشل الى داخل مجتمعات الحروب والفتك بها من الداخل واستنزاف مقدراتها في تشظي مكوناتها ، والذي يقرأ أهم انجازات المقاومة في لبنان وفلسطين سيكتشف انها اطلقت ازمة وجودية في كيان الاحتلال تشظت حوله اتجاهات السياسة وشلت بسببه يد صناعة الحروب ومن يدقق بنصر سورية سيجده في الطريق المسدود امام احلام ومشاريع الاخرين حيث مواصلة الحرب مصيبة والتراجع عنها كارثة والتقسيم استحالة والارتدادات داخل الاجسام المحاربة على جبهات الدول والحركات صارت تستهلك كل طاقاتها ، وما فعلته المواجهات الاجمالية لمحور المقاومة وصمود ايران ان الازمة الكبرى عصفت بالكيان الاستيطاني الاول - اميركا - حيث تفكك المجتمع الى مكوناته الاصلية وضاع الحلم الذي شكل شعار الجمع لتصير الاحلام مصدر الهام التطرف والقسمة واعظم ما في المشهد الاميركي اليوم هو ان اميركا كما "اسرائيل" لم تعد الملاذ الآمن الأول للذين كانوا يرونها ارض الميعاد ، وان النزوح صار خيارا والنزيف خيار والحرب الاهلية خيار والتطرف في كل اتجاه صار هو الشعار وماذا عسانا نحلم بصباح اجمل من صباح ترتبك فيه اقدامهم بعقد الحبال التي ظنوها حبال مشانقنا - ما نشهده ليس الا البدايات والآتي اعظم وهذا ليس الا رأس جبل الجليد وما خفي اعظم ، بوركت السواعد والتضحيات التي صمدت وصنعت مأزقا لا فكاك منه ولمن يسبح في الأوهام ستثبت له وهمه قادم الأيام واهم الاوهام وابهتها ما اصاب المهرولين للتطبيع بصفته سمة العصر وما صارلهن بالقصر من مبارح العصر واذا بالقصر يتداعى بتداعي اركانه من تل ابيب لواشنطن خوف وهلع من شؤون الداخل وحكام الغفلة يتساءلون عن المصير - صباحكم بنور القدس يعمي أبصارهم وينير طريق المقاومين

2021-01-21 | عدد القراءات 2898