طرابلس تقرع الجرس : الإنفجار والفوضى وراء الباب ...الفقر يولد بيئة سقوط الأمن
الحريري يلمح لشقيقه بهاء في إستغلال أحداث الشمال ...فهل يسرع الحكومة ؟
لبنان في دائرة الأشد خطرا في سلم كورونا ...بين أعلى نسب الإصابات الوفيات
كتب المحرر السياسي
عشرات الإصابات ومشهد شوارع طرابلس بعد منتصف الليل ، والإستهداف للجيش والقوى
الأمنية من جهة ، وحجم الفقر المنتشر من جهة أخرى ، معادلة قابلة لأخذ طرابلس ومن
ورائها الشمال ومن خلالهما لبنان كله نحو الإنفجار والفوضى ، فمعادلة الفقر والأمن كمعادلة
البيضة والدجاجة لا أسبقية ومفاضلة في معالجتهما ، حيث يستحيل الإكتفاء بالوقوف إلى
جانب الجيش والقوى الأمنية ضد الإستهداف الذي تجاوز حدود الإحتجاج ، دون الإلتفات
لحجم الفقر الذي يخيم على المدينة العريقة في وطنيتها ومدنيتها وتاريخها النضالي الإجتماعي
والسياسي .
المعالجة مستحيلة بالمفرق ، وفقا لمصادر تابعت أححداث الشمال خلال الأيام الماضية ،
وتتوقع المزيد من التصعيد والإنتشار للمشهد الطرابلسي ، بعدما بلغ الفقر حد العجز عن
التحمل ، وبلغ تفشي الوباء حد العجز عن التقبل ، وبلغت الإستعصاءات السياسية في ملف
تشكيل الحكومة حد الإستعصاء على فهمها .
توقفت المصادر أمام البيئة القابلة للإستثمار من الذين يريدون العبث أو توجيه الرسائل
السياسية ، وقالت ان الأزمة ذاهبة للمزيد من التوسع ، فكلفة الإستثمار منخفضة في ظل حجم
الفقر من جهة وتدني سعر صرف الليرة من جهة موازية ، بالنسبة الى أي جهة موولة من
الخارج ، أو بأموال تأتي من الخارج ، خصوصا بعدما أوحى كلام الرئيس المكلف بتشكيل
الحكومة سعد الحريري بنيته إبعاد شبهة الإتهام نحوه في الوقوف وراءها لحماية شروطه في
تكشيل الحكومة ، كما أوحى بإتهام فريق سياسي يريد إستغلال أوجاع الناس لإيصال رسائل
سياسية ، بما لا يمكن فهمه إلا إتهاما لشقيقه بهاء بالوقوف وراء التلاعب بما تعانيه طرابلس
وتوظيفه ، وإعتبار الرسالة موجهة للرئيس سعد الحريري مباشرة ، فالقادرون على التحرك
في الشارع الطرابلسي لا مصلحة لهم بما يجري بإستثناء فرضيتي الشقيقين ، وإنتفاء إحداهما
تثبيت للأخرى ، وتساءلت المصادر عما إذا كان هذا الوضع سيدفع برئيس الجمهورية العماد
ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري نحو الإقتراب من إنتاج حل سياسي للأزمة
الحكومية بدلا من تبدال المصادر المقربة منهما للإتهامات بإستغلال الوضع لتحسين شروط
التفاوض .
على مستوى تفشي وباء كورونا ، لفتت مصادر طبية بالتزامن مع الإعلان عن خطة اللقاح
الوطنية من السراي الحكومي ، إلى خطورة الوضع الصحي رغم إنخفاض عدد الإصابات
اليومية ، وقالت المصادر ان لبنان يقف مع سويسرا وبريطانيا والبرتغال وتشيكيا في المرتبة
الأولى عالميا لنسبة عدد الإصابات اليومية والوفيات اليومية بالقياس لعدد السكان ، ما يجعل
الحاجة ملحة لتمديد الإقفال مجددا ، لكن مع شبكة أمان إجتماعية فعالة للفئات الأشد فقرا .
2021-01-28 | عدد القراءات 18207