فوج المغاویر یدخل طرابلس ...وسجال عون والحریري یجدد تعقید المسار الحكوي
الحریري یحمل الجیش المسؤولیة ...ومیقاتي یلوح بالأمن الذاتي
ماكرون یتسجیب للسعودیة لبنانیا وإقلیمیا فھل وصلت الرسالة ؟
كتب المحرر السیاسي
تسارعت المواقف الأمیركیة بعكس ما ترغب الریاح السعودیة والإسرائیلیة ، مع تعیین الخبیر
في الأزمات الدولیة روبرت مالي مبعوثا رئاسیا امیركیا خاصا بالملف الإیراني ، كتعبیر عن
سعي أمیركي لطمأنة المخاوف الإیرانیة من عدم الجدیة الأمیركیة برفع العقوبات ، ومعلوم أن
مالي كان شریكا في صناعة الإتفاق النووي مع إیران كمفاوض في إتفاق 2015 ، كما ان
مواقف مالي حافظت على نظرة تدعو للتمسك بالإتفاق وتندد بالتصعید ضد إیران خصوصا ما
خص عملیات الإغتیال التي إستھدفت قادة إیرانیین وخبراء وعلماء نوویین ، وحافظ على
التواصل مع المسؤولین الإیرانیین ، متمیزا بمواقف تدعو لأخذ وقائع المنطقة بالإعتبار في
الأزمة السوریة وبالتعامل مع القضیة الفلسطینیة ، ما جعلھ عرضة للإستھداف المبرمج من
إسرائیل والسعودیة وشخصیات جماعات تدور في فلك كل منھما ، وفي وقت لاحق لتعیین
مالي أعلنت إدارة بایدن تجمید صفقات السلاح لكل من السعودیة والإمارات كتعبیر عن
الضغوط الھادفة لوقف الحرب على الیمن .
بالتوازي كان الرئیس الفرنسي امانویل ماكرون یخرج فجأة على قناة العربیة المملوكة من
ولي العھد السعودي والمعتمدة من قبلھ ، لیعلن تبني الموقف السعودي من القیادت اللبنانیة ،
في إشارة فھمت كرسالة سلبیة للرئیس المكلف بتشكیل الحكومة سعد الحریري ، بالحدیث عن
سقوط الطبقة السیاسیة ، كما اطلق ماكرون موقفا مساندا للدعوة السعودیة للمشاركة في
التفاوض المقبل مع إیران ، وتساءلت مصادر سیاسیة متابعة لأحداث طرابلس ما غذا كانت
مواقف ماكرون بنتیجة رسائل التفجیر والفوضى التي شھدتھا عاصمة الشمال ، والتي تقول ان
التفویض الأمیركي لن یكفي ماكرون للإقلاع بمبادرتھ ، دون شراكة سعودیة تملك قدرة
التعطیل ، إذا صحت التقدیرات التي حملتھا معطیات ما شھدتھ طرابلس لجھة إستھداف
زعاماتھا التي أظھر غضبھا شعورا بالضیق ، خصوصا ما صدر عن الرئیس الحریري
والرئیس نجیب میقاتي ،ووصل بھما الضیق حد إتھام الجیش بالتقصیر وتحمیلھ المسؤولیة ،
وتلویح الرئیس میقاتي بالأمن الذاتيالإعتقاد بالدور السعودي یستند بالنسبة للمصادر إلى الإجماع السیاسي والأمني على رفض
روایة الأحداث العفویة ، والتأكید على وجود ایاد خارجیة تملك ذراعا محلیة ، في ظل استبعاد
الفرضیة التركیة وتصدر بھاء الحریري للمشھد الشمالي منذ 17 تشرین ضمن جماعات
الساحات الطرابلسیة كممول ، بینما ظھرت علاقتھ الممیزة بولي العھد السعودي مع تفاقم
الأزمة بین ولي العھد والرئیس الحریري منذ إحتجازه في فندق الریتز ف یاریاض وطرح إسم
بھاء بدیلا لھ ، وجاء الدعم السعودي لبھاء بمنحھ ھواء قناة تلفزیونیة وازنة لیؤكد أنھ عنوان
المشروع السعودي بدلا من شقیقھ .
في ظل ھذا التوتر السیاسي والقلق من وجود مخططات تستھدف لبنان من عاصمة الشمال ،
نشر الجیش اللبناني فوج المغاویر لیلا في المدینة ، وبدا الوضع میالا للھدوء ، بینما كان
المسار الحكومي یشھد سجالا عالي الوتیرة بین رئیس الجمھوریة العماد میشال عون والرئیس
المكلف سعد الحریري لیجدد التعقیدات على مسار الحكومة المعقد أصلا
2021-01-30 | عدد القراءات 1558