الحملة على الجیش في طرابلس ظالمة

كتب ناصر قندیل
- ما شھدتھ طرابلس خلال اللیالي الماضیة كان مؤلما وموجعا ، سواء لما تعانیھ طرابلس 
من نموذج فاضح لتخلي الدولة عن مسؤولیاتھا الإقتصادیة والمالیة والإجتماعیة خلال 
عقود ، رغم كثرة الوعود ، أو لمشاھد حرق المؤسسات وتخریب منشآت المدینة ، 
وخصوصا لمؤشر الخطورة بجعل الفوضى نتاجا وحیدا لتزاوج أزمتي تفشي كورونا 
والأزمة السیاسیة الإقتصادیة المفتوحة .
- تجاھل سیاسیو طرابلس خلال ھذه السنوات مسؤولیاتھم كرؤساء حكومات من المدینة 
او من خارجھا یتزعمون تیارات سیاسیة تملك أغلبیة التمثیل النیابي للمدینة خلال عقود 
، سواء بصفتھم قادة حكم او بصفتھم متمولین كبار أحجموا عن بناء مشاریع إقتصادیة 
منتجة في ھذه املنطقة الشدیدة الحرمان رغم وعودھم الكثیرة .
- خلال مرحلة ما بعد 17 تشرین عام 2019 كانت كل مداخلات السیاسیین المعارضین 
للمقاومة تقوم على محاولة استغلال الشارع والتشجیع على قطع الطرقات والضغط 
على قیادة الجیش والقوى الأمنیة للتراخي مع اعمال الشغب واتلخریب وخصوصا قطع 
الطرقات وكلما كان یتشدد الجیش والقوى الأمنیة كانت المواقف تندد وتدعو لتفھم 
الغضب بصفتھ تعبیرا مشروعا .
- مع أحداث طرابلس شعر ھؤلاء أنھم مھددون ، لأن اللاعب الذي یعبث بالشراع 
یستھدف نفوذھم ویحمل مشروعا لا یقیم حسابا لمكانتھم ویقدم بدیلا مدعوما وممولا 
لینمو ویتقدم على حسابھم خصوصا انھم یعلمون ان الراعي الاقلیمي الذي اعتادوا على 
رعایتھ یعتمد وكیلا جدیدا وفي رسائل یرید توجھیھا للمبادرة الفرنسیة التي یراھنون 
علیھا استغل طرابلس واستثمر اوجاعھا .
- المطلوب من الجیش ان یتشدد ومن القوى الأمنیة ان تفعل لكن المطلوب من القیادت 
المعنیة ان تتخلى عن الكیل بمكیالین وتقف وراء القوى الأمنیة والجیبش لكن ان تتحمل 
مسؤولیاتھا بثلاثة مستویات ، تسریع تشكیل الحكومة بالتخلي عن السقوف العالیة 
للمحاصصة ، والحضور السیاسي في الشارع الطرابلسي على مستوى قیادات الصف 
الأول ، وفتح صنادیق المال وخزائن الثروات لاعتماد سیاسة تضامن وتعاضد مع 
.العائلات الفقیرة بالإاضفة لحث مؤسسات الدولة على تسریع مساھماتھا في ھذا المجال

2021-01-30 | عدد القراءات 1706