كتب ناصر قندیل
- مرت خلال سنوات الحرب التي إستھدفت سوریة الكثیر من الخیانات وحالات التآمر ، لكن یمكن
القول ان أشرس وأصعب وأقسى التجارب مرارة ھي التي عاشھا السوریون ودولتھم مع جماعة
قسد ، التي جمعت التجربة معھا ثلاثة متناقضات لم تجد مثیلا لھا في تجربة أخرى ، فالجھة
الوحیدة التي خاضت مشروعا تقسیمیا كانت قسد والجھة الوحیدة التي جاھرت بعمالة خارجیة علنیة
كانت قسد ، بما تجاوز وقاحة الذین تعاملوا مع الإحتلال التركي وأقاموا مشروع إدارة بدیلة بقیت
وھمیة ، والمفارقة ھي في العامل الثالث في تجربة قسد والمتمثل بدرجة الصبر التي تحملھا
السوریون ودولتھم في معاملة قسد ومنحھا الفرص ووصولا للدعم بوجھ مخاطر العدوان التركي
وتزویدھا بالمقومات التي تعزز قدرتھا على الصمود .
- لم تبادل قسد التي تحتجز الأكراد كرھائن لمشروعھا ، السوریین ودولتھم الجمیل إلا بالنكران
والخیانة والتآمر ، وكلما بدا ان الأمیركي یقارب الإنسحاب تھرع الى دمشق طلبا للحوار وعندما
تثق بأن الأمیركي یمكن أن یتراجع عن الإنسحاب تغادر دمشق وكثیرا دون إخطار المسؤولین
السوریین بوقف التفاوض .
- ما تشھده منطقة الحسكة ھذه الأیام یكشف درجة تورط قسد في ارتكاب جرائم موصوفة بحق
السوریین ، ولا یمكن وثف ھذه الجرائم إلا بتقدیم أوراق إعتماد للإدارة الأمیركیة الجدیدة أملا
بتحفیزھا لعدم مغادرة قواتھا سوریة ، وإقناعھا بأن ھناك فرص لمزید من التخریب والضغط ،
وھذا تصرف یخجل اي مواطن ان یفعلھ بحق بلده .
- لقد طال حبل الصبر السوري على قسد حتى یكاد ینقطع ، وبین السوریین یغلي الغضب ، وتوریط
الأكراد بتدفیعھم أثمان سیاسات حمقاء لقیاداتھم ، یحملھم تبعات كل ما سیحدث لاحقا ، والمطلوب
الیوم قبل أن تنفجر الأوضاع بین لحظة أخرى موقف من الجماعات الكردیة الحریصة على
العلاقات بین السوریین الأكراد وما بقي من خیط یربطھم بسوریتھم ، یدین إرتكابات ھذه الجماعة
ویتبرأ منھا ، كما المطلوب من الأصدقاء الروس وقد فشلت مساعیھم في الوساطة لثني قسد عن
غیھا ان یسحبوا وساطتھم ویحملوا قسد مسؤولیة ما سیحدث .
- من یراھن من الأمیركیین وخصوصا في الإدارة الجدیدة على إمكانیة الجمع بین دعم قسد
ومشروعھا التقسیمي والإنفتاح على الدولة السوریة لبدء التفاوض المباشر وغیر المباشر معھا ،
فھو واھم ومشتبھ ، لأن وحدة سوریة وسیادتھا مترابطان وغیر قابلین للمساومة
2021-02-01 | عدد القراءات 1561