الطائرات الإسرائيلية والردع المقاوم كتب ناصر قنديل
كتب ناصر قنديل
بعد جولة أسابيع متتالية من إستخدام مكثف للطائرات الحربية لجيش الاحتلال الأجواء اللبنانية لقصف العمق السوري طيلة فترة ما بعد إنتخاب الرئيس الميركي حتى دخوله إلى البيت الأبيض ، إنتقل جيش الاحتلال إلى إستخدام مكثف لطائراته المسيرة بأنواعها المختلفة العادية والمتطورة لإنتهاك الأجواء اللبنانية على علو منخفض .
في الفترة الأولى كان جيش الاحتلال ينفذ ضمن أعماله العدوانية توجيها سياسيا بإظهار الجهوزية للشراكة في عمل عسكري كبير يقلب الطاولة في المنطقة إذا إستطاعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ترتيب أوراقها لفرضه كخيار هادف لفرض حقائق جديدة تستبق تسلم الرئيس الأميركي المنتخب .
بعدما أخفقت إدارة ترامب في لعب ورقة العمل العسكري الهادف لجر المنطقة الى مواجهة كبرى تجد الإدارة الأميركية الجديدة أنها متورطة فيها ولا تملك غير المضي في خوضها ، وتسلم الرئيس الجديد مهامه وتبلور سياساته الجديدة على قاعدة الإعتراف بلا جدوى اللعب بأوراق القوة والحاجة لتهدئة تنتج تفاهمات وقواعد غشتباك جديدة تشكل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران نقطته المحورية تغيرت تكتيكات كيان الاحتلال وجيشه نحو فرض قواعد إشتباك جديدة يشكل تكريس هيمنتها على الأجواء اللبنانية جوهرها عبر ضخ حركة مكثفة للمسيرات في الأجواء اللبنانية تفاديا لأي حركة برية تدرك ان الدر المقاوم عليها سيكون جاهزا ويحملها مسؤولية التصعيد وفقا لقواعد الإتشباك المعمول بها ، وسعيا الى تحويل نقطة الأجواء الى خاصرة رخوة لم تلحظها قواعد الإشتباك السابقة ، ورهانا على تفادي المقاومة الدخول في ردود تؤدي الى التصعيد انطلاقا من الوهم الإسرائيلي الدائم بخضوع عمل المقاومة لمقتضيات ما تعتقده قيادة الاحتلال من موجبات التفاوض غير المباشر بين واشنطن وطهران .
سبق ووقعت قيادة الاحتلال في هذا الوهم عندما شنت في مطلع عام 2015 غارات في القنيطرة جنوب سورية وإستهدفت مجموعات للمقاومة ، إستشهد بنتيجتها الشهيد جهاد مغنية ، في ذروة التفاوض الإيران مع مجموعة 5+1 ، وتوقعت قيادة الكيان إحجام المقاومة عن الرد ، وكانت المفاجأة برد موجع ونوعي في مزارع شبعا ، واليوم تظهر المقاومة بالتتابع انها تدرك أهداف الخطة الإسرائيلية وتتعامل معها بجهوزية وكفاءة عاليتين وحسم وحزم لا يتركان مجال الإجتهاد ، فخلال يومين سقطت طائرتان من نوعين مختلفين وفي موقعين مختلفين ومهمتين مختلفتين ، والرسالة واضحة ببيان وبدون بيان ، لا ترفعوا وتيرة العبث فترتفع وتيرة خسائركم .
بيان جيش الاحتلال عن العزم على مواصلة العمليات المشابهة على المحك بعد إسقاط الطائرة النوعية أمس في منطقة بعيدة عن الحدود ، ومثله الحديث عن التفكير بالرد على إسقاط الطائرة ، يشكلان إمتحانا لقدرة جيش الاحتلال على تحمل تبعات لعبة خطرة لن تتهاون المقاومة مع تكريس قواعد الدرع في مواجهتها ، وكل يوم طائرة ، بوركت ايدي المقاومين حماة السيادة الحقيقيون .