من قتل لقمان سليم ؟ كتب ناصر قنديل

  • يجب ان تكون التجارب قد علمتنا أن لا نقابل الإتهام السياسي بمثله ، فهو الذي يستمثر على الدماء بإتركاب جريمة لا تقل عن جريمة القتل نفسها لتحقيق أهداف ربما تكون الجريمة مصممة لتحقيقها ، ويكمل عبرها أصحاب الإتهام العمل الإجرامي بتحقيق أهدافه ، وأن نسعى للتعلم بأن الإجماع المطلوب يجب ان يبقى تحت عنوان رفض الجريمة وإدانتها ودعم التحقيق لكشف الحقيقة .
  • يجب ان نتعلم أن شعور مؤيدي الناشط لقمان سليم في عدائه لحزب الله بأنهم أهل الدم ، لا يعطيهم أي تفوق على مؤيدي حزب الله في إدانة الجريمة ولا يخولهم بإسم ولاية الدم السياسية الحق بتوجيه الإتهامات ، والكلام عن أن سليم حمل  مسؤولية ما يصيبه لحزب الله كلام سياسي لا قيمة له إلا إذا رأى التحقيق عكس ذلك ، وقد جرب اللبنانيون في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وفعل أهل الدم عائليا وسياسيا سقف ما يمكن فعله في الإستثمار السياسي ، فضاعت حقيقة الإغتيال في شهود الزور ، ونقل الإتهام من جهة إلى جهة غب الطلب ، مقابل الحصول بقوة إستثمار الدم على مكاسب في السلطة ، ولكن ماذا بقي منها اليوم ؟
  • يجب أن نتعلم أيضا أن شعور جمهور حزب الله بظلم الإتهام لا يمنحه تفوقا يبيح الشماتة أو توجيه إتهامات موازية في من يقف وراء الجريمة ، فالمنطقة ولبنان في حالة سيولة وخلط أوراق ، ما يتيح إستنتاجات سياسية حول وجود فريق مأزوم من متغيرات قادمة ، وقد تدفعه حال الشعور بالإختناق الى إرتكاب حماقات منها جرائم إغتيال لمن كان يسميهم حلفاء ، لكن هذه الحالة تفتح الطريق لأطراف ثالثة إعتبارات أمنية أو جرمية لإرتكاب جرائم يتبادل الخصوم فيها الإتهامات .
  • إدانة الجريمة وإستنكارها واجب ، لأن الحق المقدس للجميع هو حرية التعبير مهما أساء بعضهم إستعمالها ، وطريق الحقيقة والعدالة يجب ان يكون مطلبا جامعا والقضاء هو الجهة الوحيدة المخولة بتوجيه الإتهامات ، وأصحاب نظريات التدويل يجب ان يدركوا أن أحدا في العالم لا ييني خطواته على غير المصالح ، وقد جربنا التحقيق الدولي والمحكمة الدولية وآن الأوان أن نكون قد تعلمنا .
  • في إغتيال الرئيس الحريري ساعدت حالة الذهول التي رافقت الجريمة لدى فريق المقاومة وحلفائه إلى نجاح خصومه بالإمساك بزمام المبادرة ووضعه في موقع تقديم التنازلات لإثبات البراءة وحسن النية ، لكن يجب ان نكون قد تعلمنا بأن الفجور عملية تمثيلية مصطنعة وليس حزنا وتفجعا على الضحية ، كما أن نتعلم بأن حسن النوايا له ترجمة واحدة ، مطالبة القضاء بوضع اليد سريعا على القضية وبالتوازي دعوته إلى إسكات كل متبرع بتوجيه الإتهام بصفته متدخلا للتأثير  على التحقيق .

2021-02-05 | عدد القراءات 2949