قطر تلتقط الفرصة

كتب ناصر قندیل
- یستغرق بعض السیاسیین اللبنانیین بین الإنكفاء السعودي العقابي للبنان وكل من یحمل 
فكر التسویة السیاسیة فیھ على قاعدة الإنخراط العضوي للسعودیة في سیاسة الضغوط 
القصوى التي قادتھا إدارة الرئیس المیركي السابق دونالد ترامب ، بتشجیع وتحریض 
سعودي إسرائیلي محوره إمكانیة تحقیق إنتصار على محور المقاومة عبر إسقاط 
المنطقة في الفراغ السیاسي والمالي ، إنطلاقا من الورطة التي أوقع فیھا ترامب بلاده 
بالإنسحاب من الإتفاق النووي ، بما جعل إیران على أبواب إمتلاك مقدرات تصنیع 
سلاح نووي ، وھو الملف الذي یحتل أولویة أمیركیة على ملف یسمیھ السعودیون 
والإسرائیلیون بملف النفوذ الإیراني ، الذي یتراجع لمرتبة ثانیة عند الأمیركیین كما 
تقول سیاسات الإدارة الجدیدة للرئیس جو بایدن .
- یبني ھؤلاء السیاسیون على ھذه القراءة إمتداد القطیعة السعودیة دون أن ینتبھوا الى ان 
ترامب قد رحل وان السعودیة تواصل القطیعة لأنھا منشغلة بما ھو أھم في ظل 
المساعي الأمیركیة في رسم سیاسة جدیدة في المنطقة لا تتناسب مع التراتبیة السعودیة 
للأولویات ، وربما تصل من بوابة فتح ملف قتل الصحافي جمال الخاشقجي الى مأزق 
سعودي كبیر ، رغم كل الطاعة السعودیة في مواكبة الموقف الأمیركي من الحرب 
على الیمن .
- كذلك لا یمیز ھؤلاء السیاسیون بین مضمون المصالحة السعودیة القطریة في الأیام 
الأخیرة لولایة ترامب ، كھدیة أمیركیة للسعودیة بإغلاق النافذة التي یخشى السعودیون 
أن تتسلل منھا ریح أمیركیة جدیدة للتلاعب بالداخل السعودي ، أو للإنفتاح على إیران 
، وبین تحول ھذه المصالحة بعد بدء ولایة بایدن الى نافذة قطریة لاستثمار الانكفاء 
السعودي عن الملفات الإقلیمیة على خلفیة القلق مما ھو آت ، للتقدم الدوحة تحت ظلال 
صمت سعودي لا یعكس الرضى ، لكنھ عاجز عن التعطیل والإعتراض ، وتستعید 
صیغة دور سابق لعبتھ الدوحة في ظروف مشابھة ، كانت تلتقط خلالھا قطر مناخا 
2008 .أمیركیا تسارع الى ترجمتھ مبادرات ، كان منھا اتفاق الدوحة الخاص بلبنان عام 
- زیارة وزیر الخارجیة القطریة الى بیروت الیوم استكشافیة ، للتمھید لاستعادة مشابھة 
لدور أنتج اتفاق الدوحة ، فھي استكشافیة لحدود الممكن أمیركیا وفرنسیا وسعودیا ، 
ببلورة مكان لقطر في مقاربة الاستعصاء اللبناني والحاجة لفكفكة عقده ، وحیث للمالدور حاسم في الفكفكة ، وھي استكشافیة لقابلیة القوى السیاسیة اللبنانیة للتفاعل مع ھذه 
المبادرة .
- لبنان المأزوم یحتاج لمن یبادر ویملك قدرة المساھمة المالیة والمساعدة السیاسیة 
ویطلب أقل الأثمان بالمقابل ، ولعل المبادرة القطریة تكون من ھؤلاء في توقیت تقف 
قطر على نقطة وسط لوساطة خلیجیة ایرانیة وتطلع لوساطة أمیركیة ایرانیة 

2021-02-09 | عدد القراءات 1547