كتب المحرّر السياسيّ
يقول دبلوماسي أوروبيّ إنه لا يزال يتذكر كلام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عندما تحدث أمام حلفائه الأوروبيين عن جدّية مخاطر مغادرة إيران للالتزام بعدم امتلاك سلاح نووي إذا بقي التجاهل قائماً لإعلانها الاستعداد لتقديم الضمانات باحترام ضوابط بقاء ملفها النوويّ سلمياً، وأنه تبلغ من مصادر شبه رسميًة أن فتوى الإمام الخامنئي ليست باقية إلى الأبد، وأن ضغوطاً داخليّة قد تثمر عن تعديل الفتوى لصالح إجازة تصنيع قنبلة نوويّة وحصر التحريم باستخدامها، وأن تقارير أميركية استخبارية تؤكد وجود سيناريو نوويّ إيرانيّ عسكريّ على الورق بانتظار هذا التبدل، ويضيف الدبلوماسيّ الأوروبيّ أن ما قاله المسؤولون الأميركيون عن بدء العد التنازليّ لاقتراب إيران من امتلاك مقدرات إنتاج قنبلة نووية خلال أسابيع، لم يتحوّل الى تشكيل جرعة لازمة لعودة واشنطن الى الاتفاق، وتركيزها على إعداد حلفائها في المنطقة لتجرّع كأس السم الذي تمثله هذه العودة، وما يعنيه رفع العقوبات عن إيران. ويقول الدبلوماسي الأوروبي ان تصريحات وزير الأمن الداخلي الإيراني عن احتمال سعي إيران لامتلاك سلاح نووي جاء ليضع الأمور في نصاب جديد، كاشفاً عن تقارير أوروبية تتحدّث عن خريطة طريق إيرانية لأول تجربة صاروخيّة عسكرية برأس نووي خلال مئة يوم ما لم تتم العودة للاتفاق وترفع العقوبات، مشيراً الى أن موعد 21 شباط المحدد من البرلمان الإيراني للحكومة للبدء برفع تخصيب اليورانيوم الى مستويات مرتفعة، ليس إلا البداية لدخول المشروع النووي الإيراني المراحل العسكرية الخطرة، ما لم يتدارك الأميركيون الأمر بخطوات دراماتيكية تبدأ بإعلان الاستعداد للعودة للاتفاق النوويّ ورفع العقوبات ضمن برنامج متبادل للتراجع أميركيّ إيرانيّ عن الخطوات المتخذة من الطرفين منذ العام 2017 خارج الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.
في المناخ ذاته دخلت المنطقة مرحلة الرقص على صفيح ساخن مع تسارع الوقت في ظل برود أميركي يخفي رهاناً على قدرة اللعب على الزمن، سواء لجهة ربط الحل السياسي في اليمن بانتزاع شرعنة قواعد أميركية، أو بالسعي لفرض بقاء القوات الأميركية في سورية لمقايضتها بمنح خصوصية للدويلة الكردية التي أقاموها شرق سورية، على خلفيّة الشكوك بصدقيّة الكلام الأميركي عن النيات الحسنة لإنهاء الأزمات والوثائق التي تتسرّب حول النظرة الأميركية الجديدة لكل من سورية واليمن، قام الجيش السوري بنقلة استراتيجية كبرى في الجنوب حيث دخلت قواته الى بلدة طفس التي بقيت بعهدة الجماعات المسلحة ضمن تسوية أبرمها الروس في المنطقة، وتحوّلت الى جسر تواصل للجماعات المسلحة في كل الجنوب السوري مع القاعدة الأميركيّة في التنف وبؤرة ارتكاز للجماعات التي تلقى الدعم العسكريّ الإسرائيليّ في مناطق جنوب سورية، بينما شنّ أنصار الله والجيش اليمنيّ هجوماً نوعياً في أرياف محافظة مأرب وصولاً إلى أبواب المدينة، فيما كانت طائراتهم المسيّرة تقصف مطار أبها في العمق السعوديّ.
2021-02-11 | عدد القراءات 14987