كتب ناصر قندیل
- لم یعد ممكنا حصر التعامل مع الملف الإعلامي بثنائیة حریة التعبیر والمسؤولیة
القانونیة عن الحریة في حفظ حقوق الغیر ، مع تطور تأثیر وسائل الإعلام وتحولھا
إلى جزء من آلات الحرب التي تتقدم في مكانتھا على الحروب التي تخوضھا الجیوش
بالحدید والنار ، خصوصا في ظل معادلة حرب العقول والقلوب في صناعة النصر
والھزیمة وانتشار حروب الشیطنة .
- في لبنان حیث خط التماس الأول بین مشروع المقاومة التي باتت مع تطور مقدراتھا
الخطر الوجودي الأول على كیان الإحتلال ، وبین القلق الإسرائیلي الذي تجندت
لتھدئتھ الدولة الأعظم في العالم وجندت معھا دول عربیة وغربیة بأموالھا ومقدراتھا
فتم ضخ أموال طائلة في سوق الإعلام اللبناني صرح بھا مسؤولون أمیركیون وعرب
والھدف واحد وھو شیطنة المقاومة وتشویھ صورتھا وتألیب اللبنانیین علیھا وصولا
لدفع لبنان نحو مخاطر الفتن والحرب الأھلیة .
- في لبنان كبلد ھش على صعید تكوینھ الطائفي وحساسیة العلاقات بین الطوائف ،
ویعیش أزمة إقتصادیة مالیة خانقة ، یصیر الإستثمار الحربي في الإعلام ملف من
ملفات الأمن القومي الحساسة والخطیرة ، ولا تستطیع الجھات المسؤولة عن منع
إنھیار لبنان إلى ما ھو أشد خطورة التعامل مع الملف الإعلامي بصفتھ ملفا ثانویا لا
یمكن مقاربتھ الا تحت عنوان المسایرة والمجاملة والتنافس على رضا مؤسسات
الإعلام لتخدیم طلبات ضیقة وشخصیة للمسوؤلین المعنیین بإدارة ملفات الأمن القومي
والإعلامي تحت شعار تجنب معركة حریات ، وتبییض الوجوه مع مؤسسات تملك
مقدرات مالیة واعلامیة یتطلع الجمیع لتفادي الإشتباك معھا أو الى الافادة من نفوذھا ،
وترك الحبل على الغارب حتى یقع لبنان في المحظور.
- لا یحتاج لبنان الى معركة حریات ولا الى اضعاف ھامش حریة التعبیر ، بل یحتاج
الى وحدة موقف من المرجعیات المعنیة بالأمن القومي والملف الإعلامي ، وھنا یبدو
عقد إجتماع یضم مدراء محطات التلفزیون خصوصا كبدایة ، یضم وزراء الداخلیة
والعدل والإعلام ومدعي عام التمییز ومدیر عام الأمن العام ورئیس المجلس الوطني
للإعلام للتفاھم على خطوط صارمة تضع حدا للفلتان السائد إعلامیا الذي یلعب على
خطوط التحریض الطائفي ویشرعن الشتائم ، وینخرط في حروب الشیطنةفي السبعینیات لعب الإعلام اللبناني بالنار طلبا للمال العربي ، فكانت النتیجة أن تحول
لمبادرة الحل العربي عام 1976 . تقیید الحریة الإعلامیة إلى بند من بنود التفاھم العربي على وقف الحرب الأھلیة وفقا
- في كل دول العالم من أكثرھا دیقراطیة إلى أدناھا الضوابط التي تحفظ أمن المجتمع
والدولة تشكل خطوطا حمراء یحترمھا الإعلام ، والإعلام اللبناني نفسھ یحترم ضوابط
الدول التي تمولھ لكنھ یبیح الخراب لبلده لبنان .
- ما شھدناه مؤخرا خصوصا على قناة أم تي في لیس إلا أول الغیث طالما الأمور
متروكة بلا مراجعة او مبادرة
2021-02-12 | عدد القراءات 3079