ھل یتأخر الحریري بسبب رفع الدعم ؟
كتب ناصر قندیل
- یتداول بعض المعنیین بالشأن المالي أن ولادة الحكومة الجدیدة لن تستطیع أن تقدم
الأوكسجین المالي للبنان قبل مرور ستة شھور على الأقل من ولادتھا ، وھو أوكسجین
غیر كاف لتوفیر مستلزمات تمویل المستوردات الأساسیة التي یؤمن دولاراتھا
مصرف لبنان .
- یقول ھؤلاء الخبراء أن الأمور في ظل حكومة تصریف الأعمال أو في ظل الحكومة
الجدیدة محكوم بثنائیة إلزامیة بین خیارین ھما ، رفع الدعم عملیا ولو تم الحفاظ على
بعض جوانبھ المحدودة ، أو تحمل مسؤولیة الإجازة لمصرف لبنان للإنفاق من ما
یعرف بالإحتیاط الإلزامي البالغ قرابة ال17 ملیار دولار .
- الخیاران الصعبان یدفعان برئیس حكومة تصریف الأعمال للتحرك إستعجالا لإسییلاد
الحكومة الجدیدة لقناعتھ بأن القرار بین ھذین الخیارین لا یمكن إتخاذه من قبل حكومة
مستقیلة تصرف الأعمال ویجب ان یصدر عن حكومة لھا رؤیتھا لما بعد أي خیار تقدم
علیھ .
- یعتقد البعض بأن الرئیس المكلف بتشكیل الحكومة سعد الحریري لا یملك ھذه "الما
بعد" التي یشیر الیھا الرئیس حسان دیاب ، ویدرك أنھ في اي من الخیارین سیدفع ثمنا
سیاسیا مكلفا یرید تفادیھ ، وأن الموعد المقدر لنفاد فرص مصرف لبنان بمواصلة
الإنفاق على تمویل الإستیراد ھو شھر نیسان المقبل ویتساءلون ھل یؤجل الحریري كل
خطواتھ الحكومیة الى ذلك التاریخ لتنفجر القنبلة الموقوتة قبل تولیھ الحكم ،
وتجبرحكومة تصریف الأعمال على اتخاذ احد الخیارین ، وتتحمل التبعات ، ویكون
ھو واقفا على ضفة تتیح لھ الإنتقاد والمشاركة بتوظیف النتائج لحساب تحسین شروطھ
الحكومیة كمخلص ومنقذ ، ویأتي الى المسؤولیة وسط الوضع الأشد سوءا ، وعندھا
كل ما سیفعلھ سیكون انتقالا الى الأفضل .
- السؤال ھو ھل ینتظر الحریري سقوط البلد حتى یحتفظ بصورة المخلص
2021-02-13 | عدد القراءات 1566