نصرالله يتحدث اليوم ...لحل سريع للأزمة الحكومي ...وأمل تؤكد بقاء مبادرة بري
سجال بعبدا وبيت الوسط على توتر عال ...ووساطات لهدنة إعلامية تفتح باب التشاور
القومي لمساءلة اللبنانيين الذي وقعوا دعوة لعدم رفع العقوبات عن سورية ...ويصفها بالشائنة
كتب المحرر السياسي
يحقق الفريقان الرئيسيان في بعبدا وبيت الوسط المزيد من النجاح في تصليب بيئتهما طائفيا ،
كلما تحولت الأزمة الحكومية الى ازمة صلاحيات تلبس الثوب الطائفي ، وكلما زادت
الحملات المتقابلة زاد النجاح ، بحيث يشتغل أحدهما عند الآخر ويخدم معركته ، او يتقاسمان
الأدوار في تخديم المعركة المتشابهة التي يخوضها كل منهام لملمة ما خسره خلال سنوات
التسوية ومن بدعها الإنتفاضة ، وصولا لتبلور مشاريع تستهدف كل منهما في بيئته لتدفيعه
ثمن خيارات الإعتدال الداخلي ورفض التورط بفتنة مع حزب الله ، لكن المشكلة هي انه كلما
بنى احدهما جسرا مع الفئات الأشد تطرفا في بيئته بنى مدماكا إضافيا في الجدار الفاصل عن
ولادة الحكومة ، بهذه العبارات وصف مرجع سياسي يواكب المسار الحكومي والسجالات
العالية التوتر بين بعبدا وبيت الوسط ، متسائلا عما إذا كان الفريقان قد بلغا مرحلة الإكتفاء من
شد عصب الطائفة ، الذي بات المزيد من العزف عليه مصدر تهديد بإنفلات الأمور إلى إنسداد
أفق سياسي سرعان ما ينزلق معه الشارع المنفعل في ظل أزمة إقتصادية إجتماعية خانقة
لدرجة الإشتعال ، في ظل وجود مشاريع خارجية جاهزة للإستثمار في البيئات المتقابلة ودفع
البلد الى الفوضى ، حيث تخرج الأمور عن السيطرة .
الكلام المنتظر الليلة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتناول الملف الحكومي ،
تأكيدا على الحاجة لتغليب العقلانية والوسطية في مقاربات الأطراف المعنية ، بينما تؤكد
حركة أمل بقاء مبادرة رئيس مجلس النواب على الطاولة ، في ظل دعوات لهدنة إعلامية تفتح
طريق العودة للتشاور ، وتوقعت مصادر مواكبة للملف الحكومي ان يترجم كلام السيد نصرالله
بمبادرة عملية بالتنسيق مع الرئيس بري يتولى خلالها حزب الله تحضير المناخ مع رئيس
الجمهورية العماد ميشال عون ، لحلول وسط فيما يتولى الرئيس بري ضفة الرئيس المكلف
بتشكيل الحكومة سعد الحريري ، يرجح أن يكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم
من يقوم بمهام الحركة المكوكية على الرئاستين لتسويق مشروع الوساطة ، إنطلاقا من الهدنة
الإعلامية .
وفقا للمصادر المواكبة للملف الحكومي ، ينتظر ان يكون الأسبوع المقبل حاسما في العنوان
الإقليمي الأبرز الذي يمثله الملف النووي الإيراني ، الذي يدخل التصعيد مع نهاية المهلة
المقررة من مجلس الشورى الإيراني للخروج من الإتفاق النووي نهائيا ، ما مل يصدر عن
واشنطن ما يقنع إيران بتأجيل الموعد او تجميد المهلة ، وفيما ترجح المعطيات الدولية
والإقليمية وفقا للمصادر ، التوصل لتسوية تخرج المنطقة من مخاطر التصعيد ، يصير للجهود
المحلية للوساطة فرص فعلية للنجاح ، بما يتيح للفريقين الرئاسيين الإطمئنان الى الوقوف على
خط التسويات الإقليمية ، بعدما نزف كل منهما شعبيته التي يريد إسترداداها عبر التصعيد
الطائفي ، بفعل التصعيد على خطوط الإتشباك الإقليمية .
في هذا المناخ إتسغرب الحزب السوري القومي الإجتماعي إقدام عدد من اللبنانيين مع آخرين
على التوقيع على دعوة للأميركيين والفرنسيين لعدم رفع العقوبات عن سورية ، وعتبرا هذه
الدعوة شائنة ، داعيا لمساءلة الموقعين عليها قانونيا .
2021-02-16 | عدد القراءات 1639