لأصحاب دعوات التدویل القضائي والسیاسي

كتب ناصر قندیل
- السؤال الأول الذي یجب على معارضي مشاریع التدویل التي ترتفع أصوات معنویة 
مؤثرة للمطالبة بھا ، أن یجیبوا علیھ ، ھو ھل یحمل أصحاب الدعوات مشاریع لحوار 
وطني ھادف للتوافق على ھذه الدعوات أم یخضونھا في إطار مواجھة مفتوحة مع 
المعارضین ویعتبرونھا أحد أدوات ھذه المواجھة ، والسؤال الثاني ھو ھل ھناك 
مناخات دولیة مناسبة ومؤاتیة تتیح لأصحاب ھذه الدعوات أن یأملوا بتحقیق دعواتھم 
دون المرور بالتوافق الوطني ؟
- الجواب على السؤال الأول واضح سلبا من خلال طریقة أداء أصحاب دعوات التدویل 
سواء بعنوانھ القضائي أو بعنوانھ السیاسي ، وھم یلتقون تحت سقف واحد محوره 
إعتبار المعركة التي یخوضونھا تتركز جوھریا على إلحاق الأذى بخصم سیاسي ھو 
حزب الله وحلفاء خیار المقاومة والمتمسكون بأسباب قوتھا ، الذي یعتقدون أن دعوات 
التدویل تشكل إحدى أدوات ھذه المعركة أكثر مما ھي وصفة لمواجھة القضایا التي 
یتحدثون عنھا سواء في الشق القضائي أو السیاسي ، ولذلك لایرد في حسابھم البحث 
عن مشتركات وطنیة تحت ھذا العنوان او سواه ، وھم یرھنون كل شیئ بنتائج المعركة 
التي یخوضونھا ویمنحونھا الأولویة على الشأنین القضائي والسیاسي .
- الجواب على السؤال الثاني تقدمھ صورة العالم المتغیر بقوة على خلفیة التراجع الذي 
یعیشھ الحضور الأمیركي ، بعد فشل مشاریع الحروب والھیمنة ، وصعود قوى إقلیمیة 
قادرة على فرض حضورھا ، وقوى دولیة أثبتت شراكتھا في المشھد الدولي ، بحیث 
ما عاد التدویل مشروعا یكفي لفرضھ كمسار إلزامي في بلد كلبنان ، أن تتبناه واشنطن 
ویكفي .
- دعوات التدویل ھي جزء من عدة الشغل في معركة سیاسیة یخوضھا أطراف لبنانیون 
مشاركون ضمن حلف إقلیمي ، یرید أن یقول للأمیركیین لا تستعجلوا وتعترفوا 
بالھزیمة ، وإیاكم المسارعة للإنخراط بتسویات سیاسیة مع حلف الخصوم ، فھناك 
أوراق كثیرة یمكن وضعھا على الطاولة ، ولبنان یمكن أن یشكل واحدة من ساحات 
تعدیل التوازن .
- التعامل مع دعوات التدویل یجب أن ینطلق من ھذه الإعتبارات ، وھذا یعني عدم 
التعامل مع ھذه الدعوات بصفتھا عناوین مفصلیة ، وھي مجرد ظواھر صوتیة رغم 
أن أصحابھا یمثلون مواقع وازنة ، لیس لضعف وزنھم ، بل لفقدانھا شرطي التوافقالداخلي والتوافق الإقلیمي والدولي ، بل معاملتھا بصفتھا أدوات حرب سیاسیة وتقدیم 
أوراق إعتماد لجھات أجنبیة ، تشجیعا على مواصلة الضغط على لبنان ، وإنخراطا في 
حلف إقلیمي مأزوم یعیش القلق ، ویحاول تصدیره الى صفوف الحلف المقابل بالتذاكي 
والحركة الإعلامیة .
- ھم القلقون ولیبحثوا عن مداواة قلقھم بما یستیطعون تحقیقھ ، أو یعودوا الى حقیقة ان لا 
شیئ بات ممكنا فرضھ من خارج التوافق الوطني 

2021-02-24 | عدد القراءات 1745