حالة الإرتباك والضیاع

حالة الإرتباك والضیاع 
كتب ناصر قندیل
- لیس المعنیون بالحكومة وحدھم من یعیش في حالة الإرتباك والضیاع ، التي تظھر 
لدیھم بصورة تصعید سیاسي وطائفي وعناد وتمسك بأوراق من جھة وعجز عن تقدیم 
حلول أو إتسجابة لدعوات حلحلة من جھة أخرى ، ویتقاذف ھؤلاء التھم والمسؤولیات 
كي لا یكشفوا أنھم في وقت لا یریدون فیھ وضع أوراقھم على الطاولة لأن الوقت 
الدولي والإقلیمي لم یحن بعد لفعل ذلك ، فما یریده كل من الفریقین الرئیسیین لا یصدر 
من فریق داخلي ، لأن قلق الفریقین من إستھداف خارجي ینتظر تطمینات خارجیة ، 
بعد عقوبات أمیركیة على أحد الفریقین یسعى لرفعھا ، وضغوط سعودیة على الآخر 
یسعى لفكفكتھا ، والضمانات الأمیركیة والسعودیة لكل من الفریقین لم یحن وقتھا بعد .
- على إیقاع الإنتظارات تعیش مجموعات سیاسیة وبعضھا یعمل تحت عنوان منظمات 
مجتمع مدني ، حالة من الضیاع والإرتباك ، فالنواب الذین إستقالوا في إطار حملة 
لإسقاط المجلس النیابي ضمن ھبة شعبیة سیاسیة إعلامیة ، إنقطع الحبل بھم في نصف 
البئر ، لأن الخطة تعطلت بإنتظار أن یكشف الأمیركي عن نوایاه تجاه مواصلة حملة 
الضغوط القصوى التي كانت تشكل خطة إدارة الرئیس السابق دونالد ترامب ، أو 
الإنتقال الى خطة مختلفة وقد تكون معاكسة إذا توصلت الخطط الموضوعة للعودة الى 
الاتفاق النووي مع ایران الى خواتیمھا ، ومثلھم الذین رفعوا دعوات التدویل والحیاد 
وسواھا من مشاریع كان یراد منھا اعلامیا تحشید قوى وشخصیات تحت عنوان جاذب 
للضغط على المقاومة وتقدیمھا كعقبة أمام خلاص للبنان من خطر الإنھیار ، فقد 
تغیرت أمامھم المعطیات وتجمدت الخطط لأن الخارج المنتظر ان یتلقف ھذه الدعوات 
غائب عن السمع ویتحرك على خطوط أخرى ، ربما تصیر معاكسة .
- تأتي الإنتخابات الفرعیة لتخلط أوراق جمیع المرتبكین والضائعین ، وربما یحل 
موعدھا ، وتكون المنطقة قد دخلت مرحلة جدیدة ، وحتى ذلك التاریخ یبدو أغلب 
المعنیین من دعاة التغییر من داخل النظام ومن خارجھ من الراغبین بالدخول ، وكأن 
على رؤوسھم الطیر ، فكل وعودھم بتغیر المزاج الشعبي وحدیثھم عن سقوط طبقة 
وإرتفاع طبقة ، صارت على محك إختبار مفصلي لن ینفع معھا الإختباء وراء حدیث 
عن أن الإنتخابات قابلة للخطف بقوة الطائفیة او الزعامة التقلیدیة او قانون الانتخابات 
لأن التغییر الذي جرى الحدیث عنھ ھو تغییر في إصطفافات الناس واذا كان حقیقة ، 
فلن تحد من فعلھ كل ھذه العناصر .تعكس المواقف السیاسیة لكل منتجات التشكیلات التي قدمت نفسھا كثمرة لمرحلة ما 
بعد 17 تشرین ولكل من حاول ركب موجة الشارع وإستثماره ، أن ریاح الأحداث 
الجدیدة لم تجر بما تشتھي الكثیر من السفن القدیمة المتجددة والسفن الجدیدة .

2021-02-25 | عدد القراءات 1509