من نصح بكركي بالتضحیة بورقة قوتھا ؟
كتب ناصر قندیل
- لیس ھناك أفق لتحقیق أي من الشعارات التي أعلنت من بكركي لجھة إقرار مجلس
الأمن الدولي لقرار حیاد لبنان ، وھو شیئ مختلف عن دعوات سابقة لتحیید لبنان
بقرار طوعي لقواه السیاسیة ، ومثلھ لا أفق لقرار من مجلس الدولي لعقد مؤتمر دولي
یعلن تدویل الملف السیاسي اللبناني ، وھو لو حصل لن یكون ملزما بعد حصولھ بما
اعلنھ البطریرك من طلبات من اتلدویل یعرف ان ما سیحل مدانھا ھو طلبات الدول
الكبرى التي تملك قرار التدویل .
- لا أفق لأي من الطلبین لأن ثمة طریقین لبلوغھما ، الأول ھو إجماع لبناني یتحول الى
قرار حكومي وربما یحتاج لإجازة بقانون من مجلس النواب ، وینتھي بالتوجھ الى
الدول الكبرى ویسعى لتشكیل لوبي دولي إقلیمي ، یمر بكل المعنیین الفاعلین في الإقلیم
كشرط لا یقوم التدویل ولا إعلان الحیاد بدون ، من الشرط المیركي برضى "إسرائیل"
وضمان طلباتھا ، إلى الشرط الروسي برضى سوریة وضمان طلباتھا ، أما الطریق
الثاني فھو مبادرة دولیة تحظى بدعم القوى العظمى صاحبة قرار الفیتو في مجلس
الأمن الدولي ، وبكركي تعلم ان لا فرصة لأي من الطریقین ولو بنسبة ضئیلة ، فھي لم
تسلك الطریق الأول ، وقررت عدم سولكھ برفع السقف بوجھ مكونات لبنانیة یستحیل
بتجاھلھا صدور أي قرار لبناني یحتاج إلى الإجماع ، والطریق الثاني مغلق بسبب ما
یكفي من تناقضات وإھتمامات وأولویات تتصدر جدول أعمال الدول العظمى .
- السؤل الجوھري بمعزل عن الموقف من جوھر التدویل والحیاد ، وفي ظل تأكید عدم
وجود إمكانیة لإحداث إختراق نحو ھذه العناوین ، ھو لماذا تغامر بكركي بفقدان أوراق
القوة التي تشكل مصدر قدرتھا على المبادرة لقاء تحرك محكوم بالفشل ، وفي طلیعة
ھذه الأوراق ما تضمنھ خطاب البطریرك بشارة الراعي ، أولا الدعوة للتمسك بالسیادة
، ومدخل مفھوم السیادة ھو إتشراط حصر السیاسات الخارجیة ومخاطبة الدول
والمدتمع الدولي بمؤسسات الدولة الشرعیة وتراتبیتھا التي تبدأ من رئیس الجمھوریة ،
الذي نالتھ الشتائم مباشرة من حشود الإحتفال بمبادرة بكركي ، وثانیا التمسك
بالدیمقراطیة اللبنانیة التي تحترم التعدد أوما یعرف بالدیمقراطیة التوافقیة ، والتي تقوم
في جوھرھا على إشتراط الإجماع في الخیارات المصیریة ، وثالثا قوة التوزان التي
رسمھا البطریرك كمعادلة نظریة في مواجھة موازین القوى ، وأطاحھا بمجرد التوجھ
المنفرد لدعوات بحجم التدویل والحیاد ، رھانا على تعویض میازن القوى لقوة التوزانالوطني عبر إفتراض ان إنضمام الفاتیكان لدعوة بكركي سیضمن توافر میزان قوى
یتیح السیر بھا بعیدا عن قوة التوزان الداخلي .
- عملیا بكركي ستفشل في مشروعھا كھدف ، لكنھا في الطریق إلیھ فقدت ما كانت
تسجلھ من مآخذ على حزب الله ، بما ھو أبعد من مجرد إمتلاكھ للسلاح ، لجھة وضع
قرار السلاح خارج مؤسسات الدولة ، فیصیر بنظرھا خروجا على السیادة ، وخارج
التوافق الوطني فیصیر بنظرھا خروجا على الدیمقراطیة التوافقیة ، وخارج قوة
التوزان فیصیر احتكاما لمیزان القوى .
- الفارق ان حزب الله في كل ما تتھمھ بھ بكركي نجح واقعیا في تحریر الأرض من
الإحتلال الإسرائیلي ، وبتحریر الجرود أو جزء منھا معاونا الجیش اللبناني بتحریر
الجزء الثاني ، وبقي حكیما ومتواضعا في إعلان إستعداداه لوضع كل خلاف یطال
سلاحھ على طاولة حوار وطني ، كان الأجدر أن تطلب بكركي من رئیس الجمھوریة
الدعوة لإنعقادھا وتدعو مؤیدي دعوتھا من القیادات للمشاركة بھدف مناقشة طروحاتھا
، ضمانا لإحترام السیادة والدیمقراطیة التوافقیة وقوة التوزان ، بدلا من الإنفراد
بمخاطبة الخارج من فوق السیادة والدیمقراطیة التوافقیة ، والوقوع بوھم میزان قوى
یضرب قوة التوازن
2021-03-01 | عدد القراءات 2441