إنتبه الصباح أن الليل يسحب خيطا من خيوطه موحيا بالإنسحاب ثم يمد قدمه للبقاء فسأله عن السبب اجاب الليل انه يعرف ان وقت الرحيل قد حان لكنه متردد بالذهاب فثمة ما يقول له ان يبقى وما يدفعه لان يرحل فقال الصباح هل العقل يدفعك للرحيل فال الليل نعم كي ارتاح و اكون منسجما مع نظام هو دورة حياتي فقال الصباح اذا القلب يريد البقاء فخجل الليل وقال وربما يعلم ان البقاء ليس طويلا لكنه يثير في التردد فقال الصباح ابق ما شئت ولا تتعب قلبك فالقرار الذي يمليه العقل ولا يتحمس القلب في تطبيقه فيه من الخطأ بقدر ما فيه من الصواب لانه اخذ كل العوامل في القرار الا انت وقلبك اتبع القلب حتى يصحو العقل ويصادق على قراره او يتعب القلب ويقرر تلبية العقل بالرحيل
قالت له كيف تصف الخيانة فقال لها عندما تكثر اثباتات الوفاء فقالت ربما الحب دافعها فقال الحب لا اثبات فيه والخيانة فعل لا يرتكبه الا من نعتبره الحبيب والا صارت فعل مصلحة بارد يرتكبه اصحابه بحق الوطن او الجسد ويفرحون في سرهم فيما يعتبرونه شطارة بينما الخيانة تقع في القلب واصحاب الافعال الباردة لا قلوب لهم كي يشعرون وكلنا نخون لكن بمقدار لكننا نملك من الخبث ما يكفي لنقيم في داخلنا التسويات و نوجد المبررات فالكذبة البياضاء هي في النهاية كذبة نزينها بنية بيضاء فكلما احسننا اننا نضيف اوصافا للفعل المجرد نثق اننا نفعل شيئا نخجل في دواخلنا به لولا هذه الاوصاف كالذبة قبل وصف بيضاء والارتماء بفرح في حضن موج عاصف والقول انها الحياة ويجب ان نصل او قطف سلة ليمون من بستان الجيران والقول انها لن تقدم ولن تؤخر في غلال البستان .... وحده التشارك في الياسمين لا يحتاج الى اضافة كما يسقط الشهداء واقفين فنزف الدم وبوح العطر أفعال تصف ذاتها وما عداها صواب يحتمل الخطأ او خطأ يختمل الصواب ... خيانة فيها بعض وفاء لتستقيم مع ذاتنا او وفاء فيه بعض خيانة كي يستقيم مع الخارج فقالت لعلك لم تفهم انني اخونك معك ومعك وحدك كما اخون وطني مع وطني ومضت
قالت له اتحبني ؟ الى اي مدى ؟ فقال الى الحد الذي تتحول فيه عثراتك الى تجارب وخبرات واخطائك الى محاولات نبيلة لانقاذ ما يمكن انقاذه وانفعالات الغضب الى حق مشروع باثبات الرأي وشجاعة في قول الموقف وتتحول محاولاتي للايضاح الى اعتذاء صارخ بلا مبرر و تعبيري عن الضيق من الغضب الجامح الى تقييد لحرية الرأي وانتقادي للاخطاء الى تعجرف بلا صفة فقالت لكنني احبك الى الحد الذي احب الصمت لاتامل وجهك وامسك يديك و لا ارتكب ايا من حماقاتي البريئة بقبلة او لمسة او همسة لاقول لك كم انت جميل في حياتي وكم انا مضطرة لاكون بعيدة عنك فقال لها الحب كاصطدام قطارين متعاكسي الاتجاه ومضة تكفي طاقتها لصهر الحديد فلا تخافي على الحب من نفسك بل تحسبي على نفسك من الحب اما انا فقد جلست في قاعة الانتظار وانت في صالون الشرف وبيننا صفوف من المراسم تمنع حتى التقاء العينين فهل تحاولين اكتشاف الفرق بين الذاكرة والعين وتعطيني احدهما لان الجمع مستحيل فقالت اهبك عيني واسرق ذاكرتك و قطعت تذكرة الذهاب الى ديار بعيدة
2014-12-18 | عدد القراءات 2649