السفیر السعودي وتحرك القوات

السفیر السعودي وتحرك القوات 
كتب ناصر قندیل
- تزامن ثلاثة وقائع كان كافیا للفت نظر المتابعین ودفعھم لطرح التساؤلات ، الأول ھو 
لقاء یعقده السفیر السعودي مع قائد حزب القوات اللبنانیة یمتد لثلاث ساعات مساء یوم 
أحد ، وھو یوم عطلة كما یفترض ، عشیة الإعلان عن یوم الغضب الشعبي ، والثاني 
ما ظھر من یوم الغضب الشعبي من موقع خاص للقوات اللبنانیة ، بحیث كادت 
عملیات التعبئة لقطع الطرقات تكون محصورة بمناطق نفوذ القوات بین الدورة وجبیل 
، وكانت شعارات القوات وحضور رموزھا حاضرة دون تمویھ ، والثالث كان كلام 
النائب السابق ولید جنبلاط عن مكانة خاصة لقائد حزب القوات سمیر جعجع لدى 
السعودیة بلغة الإستھجان في الحدیث عن سر ھذا الإھتمام السعودي الممیز بجعجع ، 
وجنبلاط الذي سارع للإعتذار عن كلامھ الذي إعتبره السعودیون إساءة لھم ، ھو 
حلیف مقرب للسعودیة من المستغرب أن یستغرب .
- یبدو من الإشارة الجنبلاطیة أن الإعتماد السعودي على القوات بات أقرب لتنصیبھا 
ممثلا حصریا للدور السعودي على حساب حلفائھا التقلیدیین وفي مقدمتھم جنبلاط نفسھ 
، لكن قبلھ الرئیس المكلف بتشكیل الحكومة سعد الحریري الذي ینتظر منذ شھور وفي 
جیبھ التكلیف لینال بھذه الصفة فرصة المصالحة مع ولي العھد السعودي وإستعادة ثقة 
ذھبت الى مكان آخر .
- اللقاء بتوقیتھ وعلنیتھ عشیة التحركات یبدو متعمدا لتظھیر الدور السعودي الداعم 
لتحرك القوات وتظھیر شعارات القوات في ھذا اتلحرك بصفتھا الناطق باللسان 
السعودي حول المطلوب في لبنان ، لیسمع الحریري الموجود في الإمارات ، بأن لا 
مكان لتسویة سیاسیة تنتھي بتشكیل حكومة في القراءة السعودیة للوضع اللبناني ، وھي 
رسالة تتعدى أھدافھا مسامع الحریري إلى العاصمتین الأمیركیة والفرنسیة حول قدرة 
السعودیة على تعطیل اي تفاھمات لاحقة تستدعي بتأثیراتھا المدى اللبناني دون 
مرورھا بالمعبر السعودي الإلزامي بالإستناد إلى القدرة على تحریك الوضع المالي 
ودفعھ نحو التفجیر وإستثماره في الشارع عبر حلیف قادر على التعطیل .
- الثمن المطلوب سعودیا للتخلي عن رسائل التعطیل لیس لبنانیا كما یظن البعض ، 
فالإشتراطات السابقة لحكومة تستثني حزب الله لم تعد ذات قیمة ، أما الشروط الجدیدة 
والتي بات واضحا أنھا تبدأ بخوض معركة الدفاع عن مكانة ولي العھد السعودي في 
مواجھة ما یعتقد انھ مسعى أمیركي لتحییده من المشھد السیاسي ، ولا تنتھ بالضغطلوقف أي توجھات نحو العودة إلى الإتفاق النووي مع إیران دون شراكة سعودیة 
بالتفاوض ، وھذا مضمون الرسالة لفرنسا تذكیرا بتعھد رئیسھا بضم السعودیة إلى اي 
تفاوض حول الملف النووي الإیراني ، والسعودیة تقول ، دون ذلك لا حكومة في لبنان 
، بینما سقف ما یمكلھ الحریري في مجاراة السعودي وطلب ودھا ھو القول ان حزب 
الله یعطل الحكومة لتعزیز موقع إیران التفاوضي في الملف النووي .

2021-03-09 | عدد القراءات 1559