نسخة 9 آذار من 17 تشرین ...والحكومة
كتب ناصر قندیل
- لا تستطیع القوى التي حاولت ملء الفراغ الناجم عن غیاب الحشود الشعبیة التي
غادرت ساحات 17 تشرین عام 2019 ولم تعد الیھا خلال عام ونصف ، إنكار أنھا
كانت حاضرة لفعل الشیئ نفسھ في یومي 8و9 آذار تحت شعار أیام الغضب ،
وتتصدر مجموعات الحراك المصنفة كمنظمات مجتمع مدني واجھة ھذه القوى وتلیھا
بالتتابع مجموعات حزب الكتائب الذي أعلن إندماجھ بال"ثورة" والقوات اللبنانیة التي
قالت ان شبابھا یشاركون بصورة طبیعیة كجزء من الشعب الغاضب ، وبصورة اقل
جماعات محسوبة على تیار المستقبل وفي بعض الأحیان مجموعات إشتراكیة ، ووفق
خارطة الإنتشار الجغرافي لقطع الطرقات كان واضحا ان القوى ذاتھا كانت حاضرة
یومي 8و9 آذار .
- لمس اللبنانیون بوضوح تراجع زخم الحراك وحجم الحضور ، كما سمعوا لغة عدائیة
للشعب یوجھھا الناشطون وإتھامھ بكل النعوت السیئة من الخنوع والخضوع والتبعیة
لعدم إستجابتھ لنداءات المشاركة ، وتسؤال البنانیون عن الصفة التي یتحدث بھا ھؤلاء
الذي یزعمون انھم یمثلون الشعب وھم یشتمونھ ، وكیف یجرأون على الحدیث عن
الإحتكام الى انتخابات مبكرة او في موعدھا وھم یفشلون في حشد المئات الى الشارع
ویعتبرون أن الشعب غیر مؤھل للإنضمام الى "ثورتھم" .
- ھذا الإنكفاء الشعبي فرض على الجیش المسارعة لقرار فتح الطرقات الذي قال بیان
قائد الجیش انھ لم یكن مستعجلا لتنفیذه ، وصار قرار فتح الطرقات انقاذا للذین قرروا
ھذه الموجة من "ثورتھم" الفاشلة ، بكل تلاوینھم المعلومة ، وھم یعلنون براءتھم الیوم
من "الثورة" التي كانوا یتنافسون على إدعاء أبوتھا .
- بعد كلام قائد الجیش والأسئلة التي طرحھا في الوسط السیاسي ، دخل عامل جدید على
المعادلة السیاسیة ، فاللاعبون الذي إعتادوا ان یكونوا وحدھم في العلاقة بین السیاسة
والشارع باتوا یخشون من أن تصب تحركاتھم الماء في طاحونة اللاعب الجدید الذي
یملك قدرا من المصداقیة عند الشعب لا یملكونھ ، ویملك إحتراما في العلاقات
الخارجیة لایملكون مثلھ رغم قربھم من مصادر تمویل ولاعبین خارجیین ، وقد یكون
او لا یكون لشكوكھم بطموحات ینبسونھا الیھ أساس ، لكنھم في السیاسة ملزمون
بالتحفظ والحذر بعد الیوم .السؤال ھو ، ھل یدفع ھذا المتغیر بالسیاسیین لسحب فتیل الفوضى بتسریع تشكیل
الحكومة ؟
2021-03-10 | عدد القراءات 1387